مقدمة: كانت محنة بيت لايوس ملك طيبة، من أعمال بووطيه إحدى مقاطعات هيلاس، مرتعاً خصيبا لأخيلة شعراء اليونان، وقد اتخذوا منها مادة خالدة لمآسيهم، وكتب فيها اسخيلوس ثلاثا من أروع مآسيه هي لايوس، أوديبوس، سبعة ضد طيبة. وقد فقدت الدرامتان الأوليان مع الأسف الشديد، وبقيت الثالثة التي تنم بأسلوبها الرائع عما كانت عليه أختاها من الكمال والسمو. ومما يعزينا من فقدتينك الدرامتين ما وصل إلينا من آثار سوفوكليس؛ فقد ساهم هو الأخر في تخليد تلك المآسي وأبقت غير الأيام على درامتيه القويتين (أوديبوس الملك) و (أوديبوس في كولونوس) ولما كنا لم نسغ تقديم الدرامة الباقية من ثلاثية إسخيلوس وهي (سبعة ضد طيبة) دون التعريف بالدرامتين اللتين تقدمتاها فقد آثرنا تلخيص هاتين الدرامتين عن مصادر محترمة موثوق بها على أن نلخص الدرامة الباقية بعد ذلك.
- ١ -
تزوج لايوس ملك طيبة من الأميرة الجميلة جوكاستا، ومضت سنون والملكة لا تنجب؛ فكان عقمها يشجي الملك، ويكدر صفو حياته؛ وكانت هي أيضاً تحس بما يحس زوجها من مرارة الحياة بلا ولد، وإقفار القصر من بلبل غرد يملؤه موسيقى ويعمر ما أجدب روحي المليكين، ويربط قلبيهما برباطه المقدس، الذي لا ينفصم.
فكان الملك وقتاً ما شقيا وكانت الملكة وقتا ما شقية