للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الباكستان]

وعلاقتها بالعالم العربي والإسلامي

للدكتور حسين الهمداني

شاهد العالم خلال الأحقاب الطويلة البعيدة عدة حضارات ازدهرت في كثير من أرجاء العالم منها الحضارة التي قامة حول البحر الأبيض المتوسط. وقد قسم المؤرخون هذه الحضارات إلى قسمين: قسم يشمل بلاد الشرق من هذا البحر، وقسم يشمل بلاد الغرب منه. والحضارة التي تعيننا اليوم هي حضارة هذا القسم الشرقي الذي يمتد من شمال أفريقيا شرقاً حتى يقف عند نهاية الباكستان. وقد ظلت حضارة الجناح الأيمن هذا تشع على العالم أجمع نوراً من العلم والمعرفة والثقافة، كان يسري بين خيوطه إشعاعات علم الأقدمين كاليونان والرومان.

وكانت هذه الحضارة متفقة مع الحضارة الغربية في كثير من الأسس فقد كانت الحضارتان قائمتين على أساس ديانتين عظيمتين كما كانتا تأخذان من تلك الحضارات القديمة كثيراً من مقوماتها؛ وهكذا اتحدت الحضارتان في الأسس والدعائم.

وقد كانت الباكستان، ولو أنها كانت جزء من الهند، على وثيق بالشرق الأوسط، وكانت، تأخذ من حضارة الجناح الأيمن الشرقي، لأنها كانت تدين بدينه وتتعلق بآرائه وتأخذ من ثمرات مجهودات مفكريه الذين اقتبسوا كثيراً من عصارة ذهن اليونان والرومان والفرس، وكانت شديدة الصلة بالكلدانيين الذين استوطنوا العراق قبل ٧ آلاف سنة، كما اتصلت بالبابليين وكما وربطة بينها وبين دولة الفرس بروابط تجارية ثقافية.

ولدخول الإسلام في الهند قصة. . . إذ قام العرب بعد موت النبي صلوات الله عليه بخمس وعشرين سنة بغزو إيران وسوريا وأرمينيا وقسم من وسط آسيا ومصر. وسار المسلمون في فتوحاتهم نحو الشرق صوب حيوات وكابول وبلخ، حتى بلغوا بهر الأندس والسند؛ وهنا تمكنت العلائق بين العرب وأهل السند وهم الذين يكونون اليوم غرب الباكستان، وبقية متينة خصوصاً مع الحكام الهنود في الجنوب مما تنتج عنه توطن الشاطئ الغربي بواسطة كثير منهم، حيث بنوا المساجد. . . . . .

ومع أن مسلمي الهند كانوا يعيشون مع غير المسلمين هناك عيشة قريبة متمازجة يفرضها

<<  <  ج:
ص:  >  >>