خضع سيدي أحمد الشريف للحركة الإسلامية التي أحياها عبد الحميد الثاني سلطان تركيا وأستمر فيها خليفته. وذلك أدت السنوسية مساعدات مادية قوية للأتراك حينما غزا الطليان طرابلس الغرب سنة ١٩١١، ولما اضطر الأتراك إلى الاعتراف بالهزيمة أستمر سيدي أحمد في حربه ضد الطليان في حربه ضد الطليان يساعده بعض الجنود التركية الذين ظلوا في البلاد - خلافاً لما قضت به معاهدة لوزان - وفي ابتداء الحرب العظمى الماضية لم يكن للإيطاليين غير جزء ضيق من الشاطئ، وكان السنوسيون حكاماً على داخل البلاد، وقد عرضت شروط للاتفاق بين الإيطاليين وسيدي أحمد في النصف الأخير من سنة ١٩١٤ وكاد يتم الاتفاق لولا أن السيد أحمد رفض أن يقبل مركز (باي) تحت الحماية وما جاء ربيع سنة ١٩١٥ إلا وكان السنوسيون يهاجمون المواني الموجودة تحت يد الطليان
وحوالي هذا الوقت تمكن عدد من الضباط الأتراك والألمان الذين يتكلمون العربية من الهرب إلى داخل البلاد، وبواسطة العروض المختلفة والتملق أمكنهم أن يؤثروا على سيدي أحمد - على كره منه - فيعلن حرب الجهاد ويغزو حدود مصر الغربية. وكان سيدي أحمد متردداً ولم يكن تردده هذا خافياً على الإنجليز في مصر. ولذلك أرسلوا في نوفمبر سنة ١٩١٥ أبن عمه السيد محمد بن إدريس من الإسكندرية ليتفق معه على أن يتخلص من مستشاريه الأتراك في مقابل مبلغ من المال، ولكن كان الوقت قد فات لأن سيدي أحمد كان مثقلاً بالأموال والأسلحة التركية والألمانية
وفي نهاية سنة ١٩١٥ غزا سيدي أحمد حدود مصر الغربية بجيش عدده خمسة آلاف مقاتل على أكثر تقدير مع عدد من الجند الأتراك يبلغون الألف عداً. وكان الخطر الحقيقي في أن أي نجاح يناله السنوسيون قد يدفع البدو المقيمين على حدود مصر الغربية وفي داخل البلاد نفسها إلى الثورة