وبسب الاستعدادات الاحتياطية التي قام بها الجنرال السير جون مكسويل - قائد الجيوش البريطانية في مصر إذ ذك - فشل السنوسيون في إحراز أي انتصار. ولم يأت فبراير سنة ١٩١٧ حتى هزم سيدي أحمد هزيمة تامة فتقهقر إلى واحة جغبوب. ويظهر أن عدم نجاح هذا الغزو أثبت بصورة جلية أن طريقة السنوسية لم تكن ذات قوة سياسية أو روحية كما تصور الناس من قبل
وقد بذل الألمان والأتراك جهدهم في استخدام قوة السنوسي الروحية لإحداث اضطرابات في جهات غير مصر ففي السودان أمكنهم أن يؤثروا على السلطان على دينار سلطان دارفور ليثور ولكنه هزم هزيمة قاطعة بقوة مصرية تحت قيادة الماجور ب. ف كيلي في مايو سنة ١٩١٦
ولم يكن للسنوسي في باقي أنحاء السودان المصري الإنجليزي إلا أتباع قلائل، فإذا ابتعدنا غرباً متجهين نحو بحيرة تشاد نجد هناك أيضاً بعض الاضطرابات ولكن الفرنسيين في تقدمهم نحو الشمال من بلدة كانين واحتلالهم الحدود الصحراوية واستيلائهم على عين جالاكا - في إقليم بوركو وهي قاعدة السنوسي الجنوبية - في سنة ١٩١٣، كل هذا مع بعض المراكز الفرنسية الأخرى كونت حاجزاً دفاعياً ضد غارات السنوسي. أما في المناطق الداخلية من طرابلس فقد كان سلطان السنوسي قوياُ أضطر الطليان معه إلى الانسحاب نحو الشاطيء، وكان سيدي محمد العبيد وهو شقيق السنوسي يحكم فزان حتى مدينة فزان صيف سنة ١٩١٧
العلاقات مع الطليان
لم يوافق سيدي محمد الإدريسي وبعض رؤساء الجنوبيين على غزو سيدي أحمد لمصر، وكان سيدي محمد من طول إقامته بمصر قد أكتسب معلومات عن الأحوال التي كانت تعوز سيدي أحمد، والإدريس رجل مسالم بطبيعته. وقد عقدت الحكومتان الإيطالية والإنجليزية معه اتفاقاً في سنة ١٩١٧، وأقر شيوخ الطريقة سيدي محمد الإدريس على أن يكون السنوسي الأكبر. وفي أغسطس سنة ١٩١٨ وجد سيدي أحمد المقهور والمخلوع أن من الأفضل له أن يغادر طرابلس، فغادرها على ظهر غواصة ألمانية من مصراطة إلى تركيا مع استمرار ادعائه أنه رأس الطريقة