للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي سنة ١٩١٩ أرسل الإدريس أخاه رضا في بعثة إلى روما وبواسطة اتفاق عقد في نوفمبر سنة ١٩٢٠ أعترف الإدريس بسيادة الطليان وأعطى لقب أمير وجعل وراثياً في ذريته مع استمرار سلطته على واحات الكفرة وجغبوب وجالو وأدجيلة وجديبة. واستمرت العلاقات السلمية مدة من الوقت ولكن الإيطاليين تحت حكم الفاشيست وجدوا موقفهم هذا متعباً، وكان لديهم أدلة تثبت أن الإدريس كان يشجع الثوار في طرابلس الذين عرضوا عليه أن يكون زعيمهم وأميرهم. ففي أوائل سنة ١٩٢٣ أعلنت حكومة الفاشيست أن الاتفاق السابق مع السنوسي يخل بكرامة الحكومة ولذلك فهي تنقضه. ولذلك أنسحب الإدريسي في يناير من تلك السنة إلى مصر وظل هناك والظاهر أنه لم يفقد أي سلطان روحي له على الناس وأعلن أتباعه أن السلطان الروحي أهم بكثير من السلطان الزمني. أما في شمال طرابلس فقد ظلت المقاومة السنوسية للطليان تحت زعامة الشيخ رضا وكانت بطبيعتها حرب عصابات

وقد حسن الطليان مركزهم في مقاومة النشاط السنوسي بواسطة اتفاقهم مع مصر في ٦ ديسمبر سنة ١٩٢٥ وقد منحهم الاتفاق واحة جغبوب على أن تكون الحدود جنوب هذا المكان على خط عرض ٢٥ درجة. وبذلك أدخلت واحة الكفرة ضمن الحدود الطرابلسية. واحتلت جغبوب بواسطة الإيطاليين في فبراير سنة ١٩٢٦ بلا معارضة - وهي بالنسبة للسنوسيين مدينة مقدسة إذ أنها تضم جثمان مؤسس الطريقة السنوسية وكذلك تحتوي على زاوية لتعليم الإخوان

وفي سنة ١٩٢٧ قام الإيطاليون في شمال طرابلس بحملة منظمة كانت نتيجتها تسليم سيدي رضا في ٣ يناير سنة ١٩٢٨ فنفى إلى صقلية. وفي ربيع نفس السنة احتلت واحة جالو وبعض واحات أخرى واستمرت الأعمال الحربية ضد رجال القبائل بشدة حتى ما جاءت سنة ١٩٢٩ إلا وكانت واحة الكفرة هي الباقية للسنوسيين

تعاليم الطريقة:

من المحتمل أن عدد الإخوان السنوسيين. ليس كبيراً ولكن لهم أتباعاً ومريدين في كثير من البلاد، وفي حين نجد كثيراً من طرق الصوفيين بلا أساس وبغير ضابط مع تداخل في السياسة تداخلاً غير مجد - نجد السنوسيين شغلوا مركزاً واضحاً ومؤثرا في السياسة، وكل

<<  <  ج:
ص:  >  >>