للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رائدهم في ذلك أحياء الإيمان وتعاليم الإسلام الأول. ويمكن اعتبار الطريقة مقتبسة من الحركة الوهابية. ويفهم من المصادر التي يمكن الاعتماد عليها أن الطريقة ليست عديمة الأساس، وأنها كذلك ليست محافظة بل مجددة. وهي قليلة الأسرار بالنسبة إلى غيرها من طرق الإخوان المسلمين، واستعمال التبغ والقهوة محرم ولكن الشاي مسموح به، وكذلك لبس الملابس. الرفيعة وفي حين أنهم يعترفون بأنهم على المذهب المالكي فإن علماء القاهرة كثيراً ما كتبوا عن انحراف السنوسيين عن الإيمان الصحيح، ومعظم الاتهامات تنحصر في أنهم فسروا القرآن الكريم والسنة بدون الاعتماد على مصادر معترف بها، ولذلك يعتبر العلماء المصريون أن السنوسيين ينشئون بذلك مذهباً جديداً لا طريقة جديدة في العبادة وهم في ذلك يُشبهون الوهابيين خصوصاً في دقة أتباعهم لنصوص الدين

وبصرف النظر عن التعاليم الدينية نجد أن عملهم الرئيسي - وذلك قبل احتكاكهم بنشاط القوات الأوربية الاستعمارية - الغرض منه الاستعمار وتشجيع التجارة، وقد حفروا الآبار ووزعوا الواحات وانشئوا أماكن للاستراحة على طول طريق القوافل ورحبوا بالتجار من طرابلس وبرنو وواداي ودارفور. كل هذا دونه الكتاب الإسلاميون ووكالات الفرنسيين والإنجليز في تقاريرهم

والسنوسيون كانوا على اتصال دائم بالإدارة المصرية في واحة سيوه، ولسنين عديدة خلت كان ممثل السنوسي على وفاق تام مع السلطات المصرية، وإخلاص السنوسيين لرسالتهم لا شك فيه. وأتباع الطريقة خارج المناطق المجاورة لمركزهم من أوساط عالية على نقيض الطرق الإسلامية الأخرى، ووكلاء الطريقة في البلاد أشخاص معروفون أغنياء متعلمون تعليماً جيداً وخصوصاً في فقه الإسلام وهم عادة على وفاق تام مع حكام البلاد التي يعيشون فيها، وهؤلاء الوكلاء يقومون عادة برحلات سنوية إلى الزوايا المختلفة الموضوعة تحت إشرافهم شارحين لأتباعهم تعاليم السنوسية

حسين جعفر

المهندس الزراعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>