الوساطة بين الدكتور طه والأستاذ المازني - عناصر الهجوم - كلمة الدكتور طه - حل الألغاز - غمزات الدكتور طه - الدكتور طه في الأعمال الحكومية والأدبية - المازني ضحية الأدب، ولكنه لن يضيع - كلمه صريحة إلى الدكتور طه حسين
الوساطة بين الدكتور طه والأستاذ المازني
لم يعد القراء يلتفتون إلى ما يقع في الجرائد اليومية من المصاولات الأدبية، فقد صنعت أزمة الورق في صد الجرائد عن الآداب والفنون، وبهذا أصبح مجال الأدب مقصوراً على المجلات الأدبية، فمن الخير أن نحدث قراء الرسالة عما يفوتهم الاطلاع عليه، مما يقع من الصيال الأدبي فوق صفحات الجرائد اليومية من حين إلى حين
وكلمة اليوم في شرح مناوشة عنيفة بين الدكتور طه والأستاذ المازني على صفحات جريدة البلاغ، وهي مناوشة تمثل التجني والتظالم على أعنف ما يكون بغي الرجال على الرجال. وسنقف من هذه المناوشة موقف القاضي العادل، فقد ساءنا أن يتقارض هذان الرجلان الظلم والعدوان بلا ترفق ولا استبقاء، بعد أن ظلا صديقين حيناً من الزمان
والذي يهمني من هذه الكلمة هو أولاً تسجيل حادثة أدبية لا ينبغي أن تضيع، وهو ثانياً إنصاف رجلين عزيزين على الأدب وقد بغى كلاهما على أخيه بتحامل وإسراف. وهو ثالثاً توضيح لألغاز ساقها الدكتور طه بك مع اعترافه بأن فهمها لا يتيسر لأكثر القراء
وأصل القضية أن الأستاذ عزيز بك أباظة مدير البحيرة أصدر مجموعة شعرية سماها (أنات حائرة) مع تصدير بقلم الدكتور طه حسين. فلما بدا للأستاذ إبراهيم المازني أن يتحدث عن تلك المجموعة بدأ بالهجوم على صاحب التصدير، فغضب الدكتور طه وكتب رداً أراد به دفع العدوان بما هو أقسى من العدوان
ولأجل أن يدرك القراء حيثيات الحكم في هذه القضية أسوق إليهم كلمات الخصمين قبل الشروع في الحساب
قال الأستاذ المازني بعد التمهيد:
(وتوكلت على الله فقرأت التصدير الذي كتبه الدكتور طه حسين بك فقلت لنفسي: لا حول