للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

للأستاذ أحمد عبد الغفور عطار

نشرت مجلة الرسالة الغراء بعددها الصادر في ٢٥ ديسمبر سنة ١٩٥٠ خبراً صاغه صديقنا الأستاذ عباس خضر جاء فيه أن المفوضية اليمنية في القاهرة تلقت (كتاباً مخطوطاً اسمه شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم بناء على أمر جلالة الإمام أحمد ملك اليمن).

وهذا الكتاب المخطوط الذي أشارت إليه الرسالة معجم من معاجم اللغة العظيمة في العربية، ولكن أحداً لم يهتم به فبقى موصوداً كل هذا الزمن الطويل؛ بل لم يعرف هذا المعجم في الشرق العربي إلا آحاد من المشتغلين باللغة، أما الذين قرءوا هذا فلا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة عدا، باستثناء اليمن الذي أعتقد أن عديداً من أهله اطلعوا عليه ودرسوه.

وطبع هذا المعجم من قبل حكومة اليمن بعد مشاركة منها في بناء صرح العربية بعد أن تهدم أكثر جوانبه، وأعتقد أن حكومة اليمن قد أحسنت بهذا العمل الجليل الذي يعد مفخرة من المفاخر وقربى من القرب.

إلا أنني ارجوا من حكومة اليمن التي تتولى طبع هذا المعجم وإخراجه أن تعنى به عناية لا مزيد عليها، لأن حياة الكتاب طبعه طبعاً أنيقاً مصححاً تصحيحاً دقيقاً، ونشره نشراً علمياً صحيحاً ولا بد في طبع هذا المعجم النفيس من لجنة تشرف عليه، لجنة عالمة فاحصة محققة تتولى تحقيقه وتصحيحه وتجنيبه من التصحيف والتحريف والخطأ، وتعلق عليه، وتسهل مراجعته على كل من يريد الكشف عن كلمة من الكلمات.

ولو كان لي أن أقترح على حكومة اليمن لطلبت إليها أن تجعل في هذه اللجنة اثنين من أعظم محققي الكتب القديمة هما الأستاذان الجليلان: أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون تستعين بهما في طبع الكتاب وإخراجه ونقده وتحقيقه والتعليق عليه.

وإني ما كدت أقرأ هذا الخبر في مجلة الرسالة ومجلة الحج التي تصدر بمكة المكرمة حتى شعرت بسرور وسعادة، لأن ما لدي من أفكار أرى بعضه يحيا أمامي، فأنا من رأيي طبع

<<  <  ج:
ص:  >  >>