ذقنه وقباباً من عمته. . ولكن يريده عقلاً جباراً يعلم أحوال التطور ويسبر أغوار النفوس. . . الخ).
هذه دعوة منطقية، وكل ما عليها من غبار أنها تسبق الزمن. . . ولا شك أن أكثر علماء الأزهر الحاليين ينفرون من مجرد سماعها ويأبون حتى مناقشتها، ولكن من يدري ماذا تكون الحال فيما بعد إنني لا أستبعد أن يدخل الأزهر بعد مائة سنة مثلاً دراسة المسرح والسينما في دراساته لاتخاذهما وسيلة من وسائل الإصلاح وهداية الناس. . . ألم ينشأ المسرح في أول أمره لخدمة الدين؟ فليت شعري هل ينتهي به المطاف إلى خدمة الإسلام.؟
لقد أنبهر علماء الأزهر من التجارب العلمية التي قام بها أمامهم العلماء الفرنسيون الذين اصطحبهم نابليون إلى مصر ووصفوهم بأنهم سحرة. ويحدثنا الدكتور طه حسين في (الأيام) عن الشيخ الذي كان يقول في درسه بالأزهر (من ذهب إلى فرنسا فهو كافر أو على الأقل زنديق) وها قد صارت العلوم الطبيعية، تدرس في الأزهر على أحدث طرقها ونظرياتها وصار الأزهر يرسل البعوث إلى البلاد الأوربية وفيها (فرنسا).
فهل نستبعد بعد ذلك أن يأتي الوقت الذي نتحقق فيه الفكرة التي نعدها الآن في غاية التقدمية والتي يدعوا إليها السيد السنباطي.؟ وهل نستبعد أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه من مطالب الأزهريين أن يكون لهم موسم في مسرح الأوبرا الملكية؟