مهداه إلى الأستاذ علي الطنطاوي الذي كتب يقول: لي من
دنياي الآن مطلب واحد. يقظة قلب أدرك بها حقائق الوجود
وغاية الحياة
للأستاذ حسن محمد آدم
ما سر الوجود؟ وما لغز الحياة؟ من أين جئنا وإلى أين المصير؟ وكيف السبيل إلى إدراك كنه هذا الوجود، وفهم غاية هذه الحياة؟ وما السبيل إلى المعرفة الحق، والسعادة العظمى؟ هذه أسئلة عميقة تتفاعل في رأس الإنسان، وتدور في عقول الناس، ولا يدري لها الكثيرون أجوبة شافية، وردودا مقنعة، فيعيشون في الحياة قلقين حائرين، ويضربون في بيدائها تائهين يائسين، وكأني بهم يسيرون في موكب الإنسانية وهم يترقبون بنفوس قلقة متشائمة، أن يبتلع الجميع بعد الطريق الطويل. . هاوية سحيقة من العدم! والإجابة على هذه الأسئلة هي في صميمها المعرفة الحقة، وهي في ذاتها عين الحقيقة التي يتوق إليها الجميع، فأنت إن وفقت للإجابة الصحيحة فقد فككت طلاسم الكون، وحللت ألغاز الحياة، ووقفت على سر الوجود والغاية من هذه الحياة
ومنذ القدم، منذ وجد الإنسان المفكر على سطح هذا الكوكب، حاول الوصول إلى الجواب، وتمثل ذلك في فلسفات ونظريات متباينة تعددت وتنوعت على أعصر التاريخ، ولكنها جميعاً ظلت عبر القرون تتأرجح بين مذاهب متضاربة، ومدارس متعارضة، يقترب بعضها من الحقيقة أو يبعد بقدر ما أوتي الفلاسفة من نضج في الفكر، وقوة في التبصر، وإمعان في التأمل والحكمة
وكان حين تأتي على الناس فترات من الوحي، تشرق عليهم أنوار النبوات، فيتبدد عنهم الظلمات، ويستنير ما غم من طريق الحياة، ويذهب الشك والارتياب، ويتضح على هدى الرسالات سبيل المعرفة، ولكن رأي الدين في الوجود والحياة لون مفروض من المعرفة، يمليه الوحي وتلزم به العقيدة، وهو تصديق بأمور من الغيب، تصديقا لا تحتمل النقاش، ولا يقبل الجدال، يحمل الناس على اعتناقه سواء وافق ذلك منهم هوى العقل الطليق أم