للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للأدب والتاريخ]

مصطفى صادق الرافعي

١٨٨٠ - ١٩٣٧

للأستاذ محمد سعيد العريان

- ٥ -

الرافعي في أهله

(إذا رأيت رجلاً موفقاً فيما يحاوله مسدد الخطى إلى الهدف الذي يرمي إليه، فاعلم أن وراءه امرأة يحبها وتحبه!)

وأنا لا أعرف - فيمن أعرف - أحداً تنطبق عليه هذه الحكمة الغالية انطباقها على حياة الرافعي؛ فالواقع الذي يعرفه كل من خالط الرافعي واتصل به وعرف طرفاً من حياته الخاصة، أنه ما كان ليبلغ مبلغه الذي بلغ لولا الحياة الهادئة التي كان يحياها في بيته؛ فإلى زوجه يعود فضل كبير في نجاحه وتوفيقه وهدوء نفسه، هذا الهدوء الذي هيأه إلى دراسة نفسه ودراسة من حوله والتفرغ لأدبه وفنه، لا يشغله عنهما شاغل مما يشغل الناس من شئون الأهل والولد.

وقد تزوج الرافعي في الرابعة والعشرين من عمره؛ ولزواجه قصة فيها طرافة وفيها مجال للفكر والنظر؛ ومادمت قد أخذت على نفسي أن أكتب عن الرافعي في كل أطواره، فلا علي أن أقول ما أعرف من قصة زواج الرافعي؛ ولا احسبني بذلك أتجاوز ما لي من الحق أو أتعرض لعتب أو ملامة، فقد خرج الرافعي من ملك نفسه وأهله إلى حكم التاريخ، وللتاريخ حق واجب الوفاء

وزوج الرافعي مصرية صريحة النسب، من أسرة البرقوقي المعروفة في (منيه جناج) - دسوق - وأخوها الأديب الكبير الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي صاحب (البيان)؛ وقد كانت صلة الأدب بين الرافعي وعبد الرحمن البرقوقي هي أول السبب في هذا الزواج.

حدثني المرحوم الرافعي قال:. . . كنت في الرابعة والعشرين وكنت أعرف عبد الرحمن البرقوقي نوعاً من المعرفة التي تربط بين شابين توافقا في الطبع، واتفقا في الغاية؛ وكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>