نحن في مرحلة نستطيع أن نقول فيها للأديب ما قاله وزير الدعاية النازية:(لا يحق لك أن تقول (لا يهمني شيء من هذه المرحلة). وما قاله مكسيم غوركي (يجب على كل أديب أن يشعر بمسئوليته الخطرة في هذه المرحلة لأن عليك أيها الأديب يتوقف كل شيء لأنك لست حاكياً تردد، ولا آلة فوتوغرافية عمياء تصور ما يعرض لعدستها، ولا اسطوانة حاك تستنطقها أية إبرة نفس الكلمات، وإنما أنت الصوت وغيرك الصدى. أنت الريشة التي تصور، والأمة الأخيلة التي تلتقطها. أنت الإبرة التي تنقش على الاسطوانة ما تريد والشعب الاسطوانة، فعليك أن تتخير الكلمات التي تريد أن تنقشها. . . وإذا كان هم الرجل السياسي أن ينظم علاقات أمة وشؤونها في الداخل والخارج. فإن هم الأديب أن يوجه حياته ومجتمعها. ويعطينا أدباً يستمد حياته من قلب حياتها لا من بطون الكتب والحجارة. . .)
الساعة قد دنت: وعلى هذه الأرض التي سطعت عبقريتها يريد جديد من المجد والجمال أن يتيقظ!
إنا تذوقنا من ألوان الاضطهاد في الأجيال السابقة ما يجعلنا نسخر حتى السماء في تشييد حريتنا وقوميتنا. . . فكيف لا نسخرك أيها الأدب لهذه الحرية، وكيف لا نسخركم أيها الأدباء لأدب أرى فيه وجه أمتي.؟