من هذه التي أتشهاها وهي مني قريبة، وأتمناها وهي على قيد خطوة، وأحلم بها وهي على مرأى ومسمع، وأدنو منها فلا أقترب، وأملأ منها يدي، فإذا يداي منها فارغتان؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٢ -
من هذه التي تلوح كالسراب، تظمئ الحس وتروي الخيال، وتطمع النفس ونيلها محال؛ وتتراءى قريبه مني أبداً، بعيدة عني أبداً، كأنها خارجة من قيود الزمان والمكان؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٣ -
من هذه الأسطورة الخرافية، التي لا تتجسم في حياتي فتريحني، ولا تنأى عن طريقي فتريحني؛ ولكنها تتخايل لي حيثما توجهت، تسد الطريق على سواها ومكانها خلاء، وتدعني هكذا في الحياة معلقاً بين الأرض والسماء؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٤ -
من هذه التي تبعد عني فأشتاقها، وتقرب مني فأشتاقها، وأهرب منها لأعوذ بها، وأبلغ نهاية السخط لأبلغ غاية الرضا، وتختلط أحاسيسي بها فتفقد أسماءها التي تعرفها اللغة ويتعارفها الناس؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٥ -
من هذه التي تزدحم نفسي بالخواطر حولها، فإذا تحدثت إليها تحدثت في تفاهات لا صلة لها بهذه الخواطر، فإذا هذه التفاهات مليئة ثمينة، وإذا في هذه التفاهات ري وشفاء، كأنما