من هذه التي أسمعها تضحك أو تقفز من بعيد، فيشع ذهني بالسنى، وتفيض نفسي بالحياة، وتطيف بي رؤى من السعادة. وأراها ذابلة أو هامدة، فأتهالك وأنهد، وأحس بوقر السنين على عاتقي؛ وأعجز عن مواجهة الحياة؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٧ -
من هذه التي لها حساب معلوم في كل ما أفكر وكل ما أقدر، وكل ما أرسم من خطة أو أتخيل من رجاء. فما أستطيع أن أتصور الحياة إلا وهي معي، وما أستطيع أن ألمح خطوي إلا وخطوها معي؛ فإذا حاولت أن أتخيل لها طريقاً غير طريقي تشتت الذهن واضطرب الخيال؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٨ -
من هذه التي أحس من أعماقي أنها خلقت لي وأنني خلقت لها، فإذا أنا حاولت تجسيم هذا الإحساس، قامت في وجهي العراقيل، واعترضت سبيلي الأشواك، وهتفت بي من اتجاه: مكانك!
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ٩ -
من هذه النابتة في ضميري كما تنبت الزهرة في الغصن، الشائعة في كياني كما يشيع الدم في الجسم، المتغلغة في حياتي كما تتغلغل الحياة في الأحياء، المنتشرة في عالمي كما تنتشر الظلال والأضواء؟