من هذه التي لا يؤذيني أن أراها تألم لأجلي، ويلذ لي أن أراها تألم لأجلي؛ وتتولى على حسي ضروب المشاعر التي تتوالى على حسها كالترمومتر الحساس، وتنعكس على نفسي ظلال خطراتها الخفية في شتى الأحوال؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ١١ -
من هذه التي ينطلق في كياني تيار من الكهرباء حين أمسها في لمسة، أو ألتقي بها في نظرة، أو أحلم بها في خيالي؛ فإذا كياني كله يهتز، وتمتزج فيه الأحاسيس المتضادة، وتتوفر فيه المشاعر والجوارح، ويشتعل فيه الحس والوجدان؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ١٢ -
من هذه التي أكره الحياة من أجلها، وأحب الحياة من أجلها، واندفع في كل اتجاه ثم أعود في النهاية إليها، أستمد منها الحياة.
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ١٣ -
من هذه الصبية العجوز التي ترنو كطفلة، وتتحدث كقهرمانة، وتشهق بالدمع فتخالها تتطلب الحلوى، وتتعمق الحياة فتحسبها فيلسوفة، وتفرح بالجديد كالطفل الغرير، وتزهد في الدنيا كالراهب الشريد؟
إنها الفاكهة المحرمة. . .
- ١٤ -
من هذه التي يخيل إلي في بعض اللحظات أن أناغيها وأربت عليها لتنام، وفي بعض اللحظات ألتمس عندها العطف والحنان، وإنها لصادقة في الأولى صادقة في الأخيرة، وفية للحياة في جميع الأحوال؟