للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- ١٥ -

من هذه التي أضمها مرة فتخنس كالطفلة، وأضمها مرة فتنساب كالأفعى، وأضمها مرة فتنقلب كالغزال؛ وهي في كل حالة تفعمني بالحب والحنان، وتغمرني بالفيض والحياة؟

إنها الفاكهة المحرمة. . .

- ١٦ -

من هذه القديسة المغرية في آن، الطاهرة الساحرة في آن العبقرية القلب والجسد، المثيرة الحس والوجدان؛ التي يتلقى فيها الغي بالرشد والحيوان بالإنسان؟

إنها الفاكهة المحرمة. . .

- ١٧ -

من هذه الممشوقة كتمثال فتان، المنسقة كأنها فكرة فنان، الساكنة كأنها في خشوع، المتدفقة كأنها ينبوع، الهادئة العمات، الحارة الخلجات، التي تلتقي فيها الأضداد في انسجام؟

إنها الفاكهة المحرمة. . .

- ١٨ -

من هذه الأنثى بالحس، الفنان بالروح، الراهبة بالفكر، القديسة بالوجدان، المخلص لحواء في كل آن، حتى وهي تثور على حواء، وتسخط على بني الإنسان؟

إنها الفاكهة المحرمة. . .

- ١٩ -

من هذه التي لا أرتوي إلا بها، ولا أحيا إلا بإشعاعها؛ ثم يقتلني الظمأ وهي مني قريبة، وتخذلني الحياة ويداها إلي ممدودتان؛ فإذا أنا ثرت على هذا الحرمان، وتمردت على هذه الحواجز، قهقه القدر الساخر، ودوت بضحكه الأرجاء

إنها الفاكهة المحرمة. . .

- ٢٠ -

أيها القدر. لماذا وضعتها في طريقي، ولماذا جعلتها فاكهة محرمة؟ إنني أسمع أيها القدر

<<  <  ج:
ص:  >  >>