(لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في بدني شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة، وهاأنا أموت على فراشي كما يموت البعير! فلا نامت أعين الجبناء)
خالد بن الوليد
خطة خالد
لاشك في أن خالداً كان يقدر حرج الموقف في قتاله أهل اليمامة. وكان يعلم أنه مقدم على أمر يتوقف عليه نجاح الإسلام أو خيبته. فالبلاد وعرة، والقرى فيها منيعة، والناس ملتفتون حول داعيهم، معتصمون بحيهم، وعددهم كثير، وسلاحهم يضرب به المثل
لذلك لم يقدم على الحركة قبل أن تصله النجدة الموفدة من المدينة. وأراد أن يمهد سبيل الظفر بالتدابير السياسية وذلك:
أولاً - باستمالة التميميين في اليمامة إلى جانبه
ثانياً - بتفريق رؤساء سجاح عن مسيلمة
وثالثاً - باستخدام المسلمين من بني حنيفة للمشاغبة على مسيلمة
والأخبار تدل على أنه أرسل الكتب إلى التميميين ليتركوا جانب مسيلمة فوفق إلى ذلك، كما أنه ساق قوة خيالة لمقاتلة رؤساء سجاح الثلاثة وهم عقة وهذيل وزياد، ففرق رجالهم واضطرهم إلى العودة إلى حي بني تغلب في الشمال. وأن المسلمين من بني حنيفة ثاروا على مسيلمة وشاغبوا عليه، ولعل عكرمة بن أبي جهل أراد أن يستفيد من المشاغبين فقاتل رجال مسيلمة فلم ينتصر، وكانت الأخبار تأتي خالداً وتنبئه بما في اليمامة
أما خطته العسكرية فكانت ترمي إلى الزحف إلى اليمامة على أقصر طريق، والهجوم على جيش مسيلمة أينما لقيه
عاد خالد من المدينة إلى البطاح في أوائل السنة الثانية عشرة الهجرية، وكان الجيش