للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

أندروز مليكان والإلكترون

للدكتور محمد محمود غالي

الرياضي هلبرت بين نظرياته والطبيعي مليكان في معمله - كيف حصل مليكان على جسيمات صغيرة من الزيت، وجعلها تصعد وتهبط وتقف وفق إرادته - وصف جهاز مليكان - كيف شاهد مليكان هذه الجسيمات في غرفة يبلغ ارتفاعها ١٦ مليمترا - كيف تحقق من حمل هذه الجسيمات لعدد من الإلكترونات.

منذ أربعين سنة في سنة ١٨٩٩ قاد الفكر أحد الذين يتابعون الدرس ويواصلون العمل، الرياضي هِلْبرت إلى فكرة جديدة وباب لم يطرقه أحد من قبل، ذلك أنه كوَّن نوعاً جديداً من التفكير الهندسي يخلق بنا أن نسميه هندسة هلبرت تختلف في طريقتها عن الهندسة التي تبعناها منذ عن هندستي

هذا العالم الألماني هلبرت الذي ما زال في اعتقادي حياً بين سكان الأرض في من أعمال ألمانيا لم تحصده قنابل المحاربين، ولم يعبث بجسده غرض الفاتكين، ويبلغ من العمر اليوم ٧٨ سنة وجد أسلوباً جديداً لتأسيس الهندسة الأقليدية التي تلقاها كل منا في المدارس، وغير الهندسة الأقليدية التي لم يتلقها إلا نفر قليل بعد التخرج في الجامعات، كما أثبت عدم تعارض الفروض فيهما، ذلك أنه استعمل لبناء علمه الجديد ثلاثة النقطة والخط والمستوي، وخمسة كلمات هي: عنها اصطلاحياً بموجودة واستطاع باستعمال هذه المعاني الخمسة فقط أن يقيم هندسته الكاملة، وخرجت من هذه (العناصر) الثلاثة، (والمعاني) الخمسة هندسة منسجمة نستطيع تتبعها والاقتناع بوجودها، وقد تتبعها في مصر في العام الماضي كل الأعضاء الذين حضروا محادثات الرواق الرياضي الطبيعي، والذين قضى بعضهم نحبه خلال الحرب القائمة، وهم من أصدقائنا الحميمين، ونأسف لهذه الحوادث التي ترجع بالإنسان إلى الهمجية، عندما حاول صديقي الدكتور أن يتابع عرض هندسة هلبرت بين إخوانه من المصريين والأجانب الطبيعيين والرياضيين المقيمين في مصر، وهي رياضة صعبة نوعاً ما ويكفي لإدراك صعوبتها أن تعلم مثلاً أنك في حاجة بادئ هذه الرياضة أن تثبتَ إمكان وضع نقطة على خط مستقيم، وإنك لتستغرق بعض

<<  <  ج:
ص:  >  >>