للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢ - في مقالين:]

حل حاسم لمشكلة الأزهر، ومستقبل الجامعة الأزهرية

للأستاذ محمود أحمد الغمراوي

شيخ معهد دسوق والزقازيق سابقا

بينت في كلمتي السابقة في العدد ٦٧٠ من مجلة الرسالة ما ينجم من اقتراح حضرة الأستاذ مدير المجلة الذي تقدم فيه إلى مشيخة الأزهر ووزارة المعارف بإلغاء التعليم الابتدائي من جميع المعاهد الدينية، وإلغاء سنتين من مدة التعليم بالمعاهد الثانوية لأزهرية، وإحلال اللغات الأجنبية وعلوم الرياضة والكيمياء والطبيعة محل علوم اللغة العربية، ومحل علوم التفسير والحديث والفقه والتوحيد التي يدرسها الطالب الأزهري في مدة التعليم بالقسم الابتدائي، وفي السنتين المطلوب إلغاؤهما من القسم الثانوي.

وقلت إن هذه السنوات الست المطلوب إسقاطها من زمن تعليم العلوم الدينية والعربية في المعاهد الدينية تعدل نصف المدة التي كانت - إلى زمن بعيد - تؤهل الطالب لنيل شهادة العالمية وألمحت إلى ما يكون لهذا الحل المقترح من أثر سيئ في حياة اللغة العربية: إذ تهن قواها، ويقف نموها، ويضعف نتاجها، ويضؤل محصولها، وتفسد حاسة الذوق اللغوي في أهلها. ذلك إلى ما يستتبعه الاقتراح من تضييع حصص الدين المقررة في ست سنين وإلغاء حفظ القرآن، وفقد حفاظه، فتغلق أبوابه في وجوه المسلمين، ويحجب نوره عن قلوب المؤمنين وتنطمس معالم هدايته فلا ترى للمستهدين، وتستخفي عن الناس حجة الله على العالمين.

ولقد طلبت من الأستاذين الفاضلين أن يعيدا النظر فيما ارتأياه ويراجعا الرأي فيما اقترحاه، لعلهما يجدان لوناً آخر من العلاج يكون فيه للأزهر صلاح ورشد، ونجاة وقصد، فيوافيا القراء به. بيد أن ما طلعت به الرسالة علينا العدد ٦٧٠ تحت عنوان (إصلاح الأزهر بين دعاته وأباته) جاء ترجيعا لما ارتآه الأستاذ أولا، محاولاً فيه أن يوضح ما ظن أنه أشكل من جوانب رأيه على من سماهم معارضين للاقتراح؛ وأباة للإصلاح، مستعيناً بسحر فنه، يبغي منه أن يرسم له تلك الحقائق الملموسة، والآثار الثابتة المحسوسة، والنتائج البينة

<<  <  ج:
ص:  >  >>