للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد]

من الشعر الجديد

للأستاذ محمد محمود رضوان

يأبى شعراء الشباب الذين يحمل عليهم الأستاذ الكبير (ا. ع)، ويأبى الذي ينافحون عنهم من الشيوخ أن يقروا هذه الحملة إلا أن تكون مدعومة بأمثلة من هذا الشعر توضح نهجه وتكشف عواره إن كان فيه عوار

والأستاذ (أ. ع) يأبى ذلك ولا يرضاه، ولعل عذره أنه لا يهاجم أشخاصاً، بل يريد إصلاحاً فما به من حاجة إلى إثارة شاعر بعينه أو تجريحه

وللأستاذ في ذلك رأيه، ولكن هاهو ذا شاعر من شعراء الشباب يقدم نفسه، ويعرض على الأستاذ الكبير قصيدة من شعره - لعلها من أحسن بضاعته - ثم يسأله رأيه في هذا الطراز من شعر الشباب

وما على الأستاذ الكبير لو أجابه؟ إنه لم يفعل. حينئذ رأيت - وأنا ممن يضيقون بهذا الشعر الجديد - أن أكفيه الجواب، وأتولى عنه بعض ما أشركه فيه من رأي في هذا الشعر

أما هذه القصيدة فهي (أين الطريق)، وصاحبها هو الشاعر الشاب الأستاذ علي شرف الدين

- ١ -

وقبل أن نناقش القصيدة يجدر بنا أن نتساءل، أهي من الشعر الجديد حقاً حتى يمكن أن نتخذها أنموذجا ننتهي من دراسته إلى الحكم لهذا الشعر أو عليه؟ أو بعبارة أخرى هل يرضى شعراء الشباب الذين يحوم حولهم النقاش أن تمثل هذه القصيدة مذهبهم الجديد؟

أما أنا فأرى أنها جمعت القديم والجديد معاً. أخذت من القديم شيئاً ومن الجديد أشياء، هي من القديم في وحدة موضوعها، ومن النادر أن ترى قصيدة في هذا الشعر الجديد تدور حول موضوع مؤتلف تتسلسل أفكارها وتتواكب معانيها لبلوغ هدف واحد، بل إنك ترى القصيدة - من هذا الشعر - فجوات لا اتساق بينها، يطرق الشاعر معنى ثم يوغل فيه بأنماط من التشبيهات والاستعارات المعتسفة والأخيلة البعيدة حتى لتخرج منه بفكرة مشوهة غير محدودة، ثم ينتقل بك إلى آخر لا يمت إلى سابقه بوشيجة وهكذا دواليك، حتى

<<  <  ج:
ص:  >  >>