للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم المسرحي والسينمائي]

التأليف والترجمة للمسرح

حديث للأستاذ زكي طليمات لناقد (الرسالة) الفني

قبلت الفرقة القومية استقالة الأستاذ طليمات، كما ألغت وزارة المعارف انتدابه للعمل في هذه الفرقة، فحرم المسرح في مصر من جهود شاب نشط مثقف أرسلته الحكومة إلى فرنسا ليدرس التمثيل والإخراج كي تنتفع به النهوض بهذا الفن.

ولسنا ندري حقيقة الدوافع التي حدت بالأستاذ طليمات إلى تقديم استقالته، ولكننا علمنا أنه ضمنها كتابة الذي رفعه إلى الأستاذ الكبير محمد العشماوي بك وكيل وزارة المعارف، ولذلك قصدت إلى الأستاذ طليمات وسألته أن يطلعني على صورة من هذا الكتاب، فأبى ورفض أن يدلي بأية تفاصيل، ولكنه أمام الإلحاح صرح بما يلي:

(لم استقل لا من أجل زيادة مرتبي أو طلب مركز أو خلافة، وإنما استقلت لأنني غير قادر على تقوية ضعف أرى الفرقة تنساق إليه يوماً بعد يوم.

كنت مغلول اليدين مشدوداً إلى خشبة تعذيب، أرى وأتألم وأصيح ولا يستمع لي أحد، وهذا عذاب لا يطاق

فاستقالتي إنما هي لأراحة ضميري).

ولم يرض الأستاذ طليمات أن يزيد كلمة على هذا التصريح بل جعل ينتقل بالحديث من موضوع إلى آخر حتى عرض لنا موضوع التأليف والترجمة للمسرح فوجهت إليه السؤال التالي:

ما رأيك في الروايات المصرية التي أخرجتها أو طلعت عليها؟

فأجاب (رأيي أن المسرحية المصرية لم تستكمل بعد مقومات نضوجها، وما برحت تفتقر إلى الطابع الأصيل الذي يميزها عن الرواية الغربية، إذ لا يخفى عليك أن الجمهور المصري لم يتعرف إلى المسرحية في اللسان العربي إلا منذ سبعين عاماً، والأدب القديم خلو منها على الرغم مما يذخر به من المخلفات الممتعة في مختلف العلوم والفنون.

أدبنا العربي والحديث يفتقر إلى الوراثة المهذبة في فن صياغة القطعة المسرحية. وليست له تقاليد فيها، فنحن ما برحنا في دور النقل والتقليد والاستساغة، نأخذ عن المسرح الغربي

<<  <  ج:
ص:  >  >>