للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

من أساطير الإغريق

إيخو ونركيسوس

الفاتنة التي أصابها البكم، والجميل الذي عشق صورته

للأستاذ دريني خشبة

كان زيوس - كبير آلهة اليونان - يتعشق فتاة حلوة الدل، بارعة الحسن، رقيقة الشمائل، تدعى يو. وكان، برغم زوجاته الخمس أو الست، يختلف إلى حبيبته في الخلسة بعد الخلسة، يؤانسها ويسامرها، وتؤانسه وتسامره، ويبل فمه الظامئ من ثغرها الراوي، بقبلة. . . أو رشفة. . . .

وكانت أولى زوجاته (حيرا) هي التي تزعجه بما تبث حوله من الرقباء، وتنشر من الجواسيس، يحملون إليها كل حركة من حركاته. وكان هو يضيق بكل ذلك، ولكنه لا يستطيع إلا أن يداهن ويداهن. . . ويبالغ في المداهنة، لشدة شغفه بحيرا، ولأنه كان يحس في الخضوع لها لذة أولمبية لا تعدلها لذة. . . إلا لذة تدليله لحبيبته يو

وكما كانت حيرا تمكر مكرها في كل حين، كذلك قد مكر الإله مكره. . .!

أراد أن يشغلها عنه بملهاة تذهب من وقتها كل يوم بساعات يقضيها في أحلامه الغرامية بين يدي يو، ملتذا قوامها الخصب، مستمتعا بجمالها الفينان، سابحا في هذه اللجة المترعة بالمفاتن، في كل جارحة من جسمها الممشوق

وقد سنحت له الحيلة. . .

حدثها عن فتاة ناضرة الشباب، ريانة الأهاب، عذبة اللسان، وقادة الجنان، تعرف من قصص الحياة وأنباء الدنيا ما لم يتيسر بعضه للآلهة أنفسهم! وكانت حيرا، ككل الأنثيات، مولعة بالثرثرة، مشغوفة بالمعرفة، تبغض الصمت وتغرم بالكلام الطويل الموشي. وهي مع ذاك طلعة، بقدر ما هي أذن، تتكلم كثيرا، وتثرثر كثيرا، وتسمع كثيرا

وانطلقت إلى الفتاة فشغفت بها لأول لقاء، ووجدتها، كما حدث زوجها فياضة القول غزيرة القصص، تتدفق في حديثها تدفق الخمر في الكأس، حتى إذا استقرت في مكانها من الجسم،

<<  <  ج:
ص:  >  >>