للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كلمات في البحث العلمي]

ترجمة الأستاذ احمد أمين

قال فرنسيس بيكون:

(لم أجد نفسي صالحة لشيء صلاحيتها لدرس الحقيقة، ذلك أني منحت عقلا له من النشاط والمرونة ما يمكنه من إدراك وجوه الشبه بين الاشياء، وله من الثبات ما يعينه على تعرف وجوه الخلاف، ولأني منحت رغبة في البحث، وصبرا على الشك، وغراما بالتفكير، وبطأ في الجزم، واستعدادا للنقد، وعناية بالترتيب، ولأني ليس لي ولع بالجديد، ولا إعجاب بالقديم، وأكره كل أنواع الخداع، لذلك أرى أن لي طبيعة تألف الحقيقة، ولها بها اتصال).

وقال هكسلي:

(إذا تكلمت عن الأغراض التي كانت نصب عيني من يوم أن بدأت حياتي العلمية فتلك باختصار هي أن أستزيد من المعلومات الطبيعية، وأن أطبق طرق البحث العلمي على كل قضايا الحياة جهد الطاقة وقد نما الاعتقاد عندي بأنه لا يخفف آلام النوع الإنساني إلا الإخلاص في الفكر، والإخلاص في العمل، ومواجهة العالم كما هو بعزم ثابت بعد أن تمزق عنه ثوب الرياء الذي خلعه عليه المراءون).

وقال فارادي:

(يجب على الفيلسوف أن يصغي لكل رأي، ولكن لا يكون مصدر الحكم الا نفسه، لا يخدع بالظواهر ولا يميل إلى فرض فروض خاصة، ليس تابعا لمذهب معين، وليس له في اعتقاده أستاذ، لا يحترم الأشخاص ولكن يحترم الحقائق. غرضه الأسمى الوصول إلى الحق، فان هو أضاف إلى ذلك الجد في السعي كان خليقا أن يخترق حجب الظواهر، ويصل إلى حقائق العالم).

وقال السير ميكائيل فوستر في خطبة له في المجمع البريطاني سنة ١٨٩٩:

(أن الصفات التي تلزم الباحث في العلم ثلاث:

١. يجب أن تكون طبيعته متموجة تموج ما يبحث عنه، فالباحث وراء الحق يجب أن يكون مخلصا للحق، والباحث في أحوال الطبيعة الصادقة يجب أن يكون صادقا.

٢. يجب أن يكون يقظ العقل، فأن الطبيعة إنما تفهم بالإشارة أو تهمس في الأذن بأوليات

<<  <  ج:
ص:  >  >>