لأول مرة تقع في يدي - من بريد الرسالة - (النشرة الإخبارية)
للمفوضية البولونية بالقاهرة، وثبتت عيني بها على موضوع أخذ نحو
صفحتين منها، جعل عنوانه (خطاب مفتوح إلى الدوائر العلمية: كعب
بن زهير بين وارسو والقاهرة - قصة مخطوط عربي قديم)
وتتلخص القصة كما رونها النشرة في ان مستشرقين يملكان نسختين خطيتين لقصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير، وهذان المستشرقان هما البروفسور كوفالسكي البولندي، والدكتور فيشر الألماني؛ أما فيشر فقد أهدى نسخته إلى دار الكتب المصرية، وأما كوفالسكس فهو يعمل منذ ثلاثين عاماً في تصحيح المخطوط وإعداده للنشر، وأبلغ المستشرقين بشروعه في العمل (كما أعلن احتفاظه بحق الأسبقية في هذا العمل) ولما شرع في طبع الكتاب جاءت الحرب فتوقف نشر الكتاب وما كادت تنتهي حتى استألف عمله، وأتم طبع الكتاب. وفي يناير سنة ١٩٤٨ بلغ كوفالسكي أن دار الكتب المصرية في سبيل إعداد المخطوط الذي لديها للنشر معتمدة في ذلك على ما تركه لها فيشر، فأرسل إليها كتاباً (يعرب فيه عن رأيه في أن قيام دار الكتب بإعداد مخطوط انتهى طبعه بالفعل، مضيعة للوقت وإسراف في الجهد والمال، وأن من المصلحة العلمية توحيد الجهود والاقتصار على ما أتمه بالفعل) ولما لم يتلق رداً على هذا الكتاب أرسل إلى المفوضوية البولندية بالقاهرة لتتصل بدار الكتب في هذا الشأن، فكتبت المفوضية إلى الدار تسأل عن حقيقة هذا الموضوع، فلم تتلق منها رداً (فأرسلت أحد موظفيها في يوم ١٧ مارس ١٩٤٨ فقابل حضرة مدير دار الكتب الذي أبلغه صحة ما وصل إلى علم البروفسور كوفالسكي، وأن الأستاذ أحمد زكي العدوي رئيس القمص الأدبي في الدار يقوم في الوقت الحاضر بإعداد المخطوط وأنه أنجز نصفه تقريباً. ووعد حضرة مدير دار الكتب ممثل المفوضية بإرسال رد رسمي إلى المفوضية بوجهة نظر الدار، ولكن لم يصل هذا الرد إلى المفوضية).
ثم ختمت النشرة الموضوع بقولها: (ولما كانت مهمة المفوضية هي حماية حقوق المواطنين