للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصَصُ

الانتظار

للكاتبة الأمريكية سنزي أورموند

لقد أخبرها بأنه سيعود إلى الديار بعد انتهاء الحفلة قبيل منتصف الليل. ولكن الساعة الصغيرة القائمة على المنضدة كانت تشير إلى الواحدة صباحاً. إنه لم يسبق له أن تأخر مثل هذا التأخير تأخر وحيداً وبدونها.

ورقدت تحت الأغطية في فراشها قلقة مضطربة. كانت مجهدة من العمل. وكانت كل حاسة فيها تصيح بها أن استريحي ولا تقلقي كل هذا القلق على ولدك لقد بلغ السادسة عشرة. إنه الآن ليس طفلاً.

وتذكرت. . . لقد ذهبت مرة في صباها إلى النزهة ولم تحضر إلا ليلا. وعندما عادت ورأت الستار القاتم على نافذة غرفة الجلوس ينسدل ارتبكت واضطربت. إن والدتها كانت تتطلع خلال النافذة تترقب عودتها في قلق ولهفة. إنها لا تزال تذكر كلمات أمها وهي تقول لها (انتظري يا عزيزتي وستشريني في يوم ما على شدتي نحوك). ولكنها كانت في سن السادسة عشرة ولم تكن لتعي معنى لهذه الكلمات، ولا لما قالته والدتها بعد ذلك (أنها ليست كمسألة عدم الثقة بك، ولكن كثيراً ما تقع الحوادث بين أطيب العائلات في هذه الأيام).

ولا تدري لماذا كانت تهيجها هذه النصائح عند بلوغها هذا السن الذي أدركت فيه الشعور بالحرية الشخصية. ذلك الوقت التي بدأت تخفي فيه بعض أسرارها، وتشعر بأنها تخصها وحدها، تخص عالمها التي تعتقد أنه ملك لها.

ولكن. . . كانت والدتها تتدخل في كل شؤونها، فتفتح رسائلها قبل أن تعود من المدرسة. إنها لا تلومها على رقابتها، ولكنها ليس لها حق فض رسائلها، إن التدخل فيما يخصك في هذا السن هو إهانة لا تغتفر، ولا يصح أن يحدث ذلك لأولادك كل ما تستطيع عمله هو أن تراقب فقط، وعندما يكبرون ويقبلون على الزواج.

نعم، لقد اكتمل نضجها وتزوجت، ثم ترملت بعد عامين، وها هو ذا ولدها قد نما عوده ووصل إلى أول مرحلة الشباب. إنها لم تفكر قط في الاطلاع على رسائله كلا، إنها لن تتهم بذلك الفعل، ولكنها الآن راقدة في فراشها مغمضة العينين، وقد انسابت روحها تخترق

<<  <  ج:
ص:  >  >>