[من طرائف الشعر]
الشاعر والسلطان الجائر
للأستاذ إيليا أبو ماضي
أمر السلطان بالشاعر يوما فاتاه
في كساء حائل الصبغة واه جانباه
وحذاء أوشكت تفلت منه أخمصاه
قال: صف جاهي، ففي وصفك لي للشعر جاه.
ان لي القصر الذي لا تبلغ الطير ذراه
ولي الروض الذي يعبق بالمسك ثراه
ولي الجيش الذي ترشح بالموت ظباه
ولي الغابات، والشم الرواسي، والمياه
ولي الناس، وبؤس الناس مني والرفاه
إن هذا الكون ملكي. . أنا في الكون اله!!
ضحك الشاعر مما سمعته أذناه
وتمنى أن يداجي فعصته شفتاه
قال: أني لا أرى الأمر كما أنت تراه
إن ملكي قد طوى ملكك عني ومحاه
القصر، ينبئ عن مهارة شاعر ... لبق، ويخبر بعده عنكا
هو للآلي يدرون كنه جماله ... فإذا مضوا فكأنه دكا
ستزول أنت ولا يزول جلاله ... كالفلك تبقى إن خلت فلكا
أنا من حواه بعينه وبلبه ... ولئن حواك وحزته صكا!
والروض؟ إن الروض صنعة شاعر ... سمح طروب رائق جزل
وشى حواشيه وزين أرضه ... بروائع الألوان والظل
لفراشة تحيا له، ولنحلة ... تحيا به، ولشاعر مثلي
ولبلبل غرد يساجل بلبلا ... غردا، وللنسمات والطل