أقامت لجنة الفنون بكلية الحقوق معرضها الأول السنوي الشامل لمجهودات طلابها وأستاذين من وأساتذتها في التصوير والرسم؛ وقد وقفت هذه اللجنة الفتية المباركة التي يرأسها الدكتور علي أبو هيف أجمل توفيق في بلوغ الغاية التي تنشدها، واستطاعت أن تقدم من الفن الجمل آيات إذا كان هذا يومها فأكرم بغدها
وإن المجموعة الأولى التي قدمها الدكتور أبو هيف ليتجي فيها روح الفنان الموهوب فلقد وفق في إبراز المعاني الخفية في جلاء ووضوح، ولعل الناحية التي يبدو فيها فنه هي الناحية الغريزية في النفس، فإن الناظر ليرى في عيني صاحبه (نشوة الألم) كل المعاني التي تجول في خاطرها فهي تكاد تثب وثوباً من مقلتيها، أما صورة (الندم) فقد كان أولى بها أن تسمى (بالذكرى) أو (الحنين) إذ يتبين الناظر في ضم ذراعي صاحبتها معاني اللهفة الحائرة، أو كأنها تخشى أن تنسرب من نفسها نشوة لحظة فهي تضم ذراعيها في قوة وتشبكهما على صدرها. وتتجلى مقدرة الأستاذ الفنان في تصوير الناحية الجنسية في صورته الفحمية الرائعة (نداء الذكريات) ففيها استلهام لماض معسول، وانتشاء بذكرى عابرة عاطرة، كما استطاع في هذه الصورة نفسها أن يبرز بدائع التكوين الجسدي وروائع الفتنة. وهناك ناحية أخرى لازم التوفيق فيها الدكتور أبا هيف، تلك هي نقوشه الرائعة لصور الطبيعة، فلقد جلى خبايا الحسن والروعة فيها في دقة بالغة في (فجر الربيع) وفي (سكون الصباح وسحر الغروب) وكلها تنطق بأنه فنان ملهم عرف في هذه الصور وغيرها كيف يوفق بين الألوان واعتناق الظلال والأضواء كما يبدو ذلك في (هيكل الحب) وهي صورة غلب فيها خيال الشاعر على إدراك الفنان فجاءت مزيجاً من الاثنين معاً
ويطول بنا الكلام لو وقفنا عند مجموعة كل طالب فنان، وحسبنا أن نشير هنا إلى أن هذه الصور تدل على نبوغ كامن في نفوس لا ينقصها غير التشجيع والأخذ بيدها في هذا الطريق فإنها ولا شك ستبدع وستكون للفن الجميل خير معوان
ويغلب على الطلبة في هذه النواحي الميل لصور الطبيعة، وعلى الأخص مناظر النيل الساحر في مختلف الأحوال، ففيها بذلك روح مصرية جميلة نرجو أن تجد من الحدب ما