للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

سعد زغلول

سيرة وتحية

تأليف الأستاذ عباس محمود العقاد

بقلم الأديب عبد الرحمن صدقي

آية هذا الكتاب أن اجتمعت له خصال ثلاث تجعله في عداد كتب السيرة المشهود لها لأعلام المترجمين، وتلك الخصال هي: التحقيق التاريخ، والتحليل النفساني، والتأثير العاطفي

يقول العقاد في كلمة التمهيد لترجمته: (إن الصديق والمؤرخ في الكتابة عن رجل كسعد زغلول يستويان أو يتقاربان، لأن الصديق لن يقول فيه ما ينكره المؤرخ، والمؤرخ لن يقول فيه ما ينكره الصديق. ومن النقص في جلاء الحقيقة أن يكتب المؤرخ ترجمة لعظيم ثم لا يكون على مودة لذلك العظيم. ولأن يكون الكاتب مؤرخاً وصديقاً خيرٌ للتاريخ نفسه من أن يكون مؤرخا وكفى، لأن الترجمة فهم حياة، وفهم الحياة لا يتسق لك بغير عطف ومساجلة شعور)

ولما كان الاستقصاء في طبيعة مؤلفنا الكبير، فقد ابتدأ موضوعه من البداية، فتناول (الطبيعة المصرية) بالبحث الضافي، وعرض لمحك النقد أقوال المؤرخين فيها من أقدم عصور التاريخ، وأخذ باطل المبطلين منهم بالتفنيد المدعم بالأسباب والأسانيد. ثم أبان في فصل آخر عن وجه الحقيقة فيها بما لا يدع بعده زيادة لمستزيد

وانتقل إلى أصل المترجم له، فلم يسكت عن تلميح البعض إلى نسبته إلى غير الأرومة المصرية، ومن هؤلاء من يرد أعراقه إلى المغول والترك، وآخرون إلى البدو أو عرب المغرب، ولقد سرد المؤلف مثار الشبهات عند أولئك المتقولين ليعيد فيها النظر على ضوء علم الأجناس، ثم باستقراء ما هو معروف من طريق القبائل العربية النازحة، فانكشف لمرأى العين ضعفها وصرف عنها الأذهان مقررا أن عراقة سعد في بيئة الفلاح المصري لا تفوقها عراقة زعيم من أبناء الأمم الأخرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>