للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للأدب والتاريخ]

مصطفى صادق الرافعي

١٨٨٠ - ١٩٣٧

للأستاذ محمد سعيد العريان

- ٣٨ -

١ - (. . . وأنا على كل أحوالي إنما انظر إلى الجمال كما أستنشي العطر يكون متضوعا في الهواء: لا أنا أستطيع أن أمسه ولا أحد يستطيع أن يقول أخذت مني. ثم لا تدفعني إليه إلا فطرة الشعر والإحساس الروحاني، دون فطرة الشر والحيوانية، ومتى أحسست جمال المرأة أحسست فيه بمعنى اكبر من المرأة، اكبر منها غير انه هو منها!)

٢ - (. . . ولكنه عاشق ينير العشق بين يديه؛ فكأنه هو وحبيبته تحت أعين الناس: ما نطمع إلا أن تراه وما يطمع إلا أن يراها ولاشيء غير ذلك؛ ثم لا يزال حسنها عليه ولا يزال هواه اليها، وليس إلا هذا

(والذي هو اعجب أن ليس في حبه شيء نهائي فلا هجر ولا وصل، ينساك بعد ساعة ولكنك أبدا باقية بكل جمالك في نفسه. والصغائر التي تبكي الناس وتتلذع في قلوبهم كالنار ليجعلوها كبيرة في همهم ويطفئوها وينتهوا منها ككل شهوات الحب، تبكيه هو أيضاً وتعتلج في قلبه، ولكنها تظل عنده صغائر ولا يعرفها إلا صغائر؛ وهذا هو تجبره على جبار الحب!)

(هو الرافعي)

الجمال البائس

وهذا حب جديد وليلى جديدة، ولكنه حب كما وصف الرافعي؛ فما هو إلا سمو بالنفس فوق نوازع البشرية إلى غيب السماوات يتنور في عوالمها الخفية نور الإنسانية في حقائقها العالية

كان ذلك في صيف سنة ١٩٣٥، وكان الرافعي يصطاف في سيدي بشر؛ ثم كان يقصد إلى الإسكندرية أحيانا ليلقى صديقه السياسي الأديب الأستاذ حافظ. . .؛ فان بينهما لصلات من

<<  <  ج:
ص:  >  >>