للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفداء]

للأستاذ أمجد الطرابلسي

(فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين. سلام على إبراهيم)

قرآن كريم

شعَّ من بَسمةِ الصباحٍ الضّياءُ ... وأفاقتْ منْ نومها البطحاءُ

وتعرتْ كثبانُها والرَّوابي ... وتغطّتْ هضابُها السَّمراء

وتبدّتْ ذُكاءُ فانتفضَ الرّمْ ... لُ ابتهاجاً لّما تبدَّتْ ذُكاء

وشَّتِ الأرضَ بالضلالٍ فنوناً ... هيَ للطّرْفِ والنهَى إغواء

فمن الشمسِ والرمالِ نُضارٌ ... ومن الظلِّ واحَةٌ غَنّاء

السهوبُ الفِساحُ، والأفُقُ الزّا ... هي، وتلكَ الغمائمُ الشَّقراء

والخِضَمُّ المَوَّاج بالماسِ والتب ... رِ المصفّى والقبّةُ الزرقاء

والبطاحُ الغَرْقَى، وسِلْسِلةُ الكُثْ ... بانِ، والرَّمْلُ، والحصَى، والسَّناء

صورةٌ تغمُرُ العيونَ وسِحْرٌ ... عبقريٌ، ومُتعةٌ، ورُواء

وَحشةٌ ملؤها الجمالُ وصمتٌ ... خاشعٌ لا تشينُهُ ضوْضاء

أيها الشاعُر أتئدْ! هل تؤدي ... ما تؤديَّ الطبيعة الخرساءُ؟

إنّ صمتَ الرَّمال عودٌ ومِزما ... رٌ ونأيٌ ومِزهرٌ وحُداء

نَغَم يُفْعِمُ المسامِعَ سِحْراً، ... وغناءٌ، هيهات منه الغناءُ!

مَنْ هوَ السالكُ القفارَ وئيداً ... للأسى في جبينه سماء؟

كاسفَ البالِ ليس يَبْهُرُه الحس ... نُ، ولا يستبيه ذاكَ البهاء

مطرقاً رأسهُ الصديعَ تبدّى ... في أساريرِ وجههِ البأساء

وإلى جنبهِ ابنهُ حائرَ اللبَّ ... م تَنَزّي في صدرهِ الأهواء

يَتأَسَّى خُطَى أبيهِ وللْحِمُ ... لانِ بالشاةِ أسوةٌ واهتداء

<<  <  ج:
ص:  >  >>