جاء في حاشية ص ٣١:(الأفلاء جمع فِلو بكسر الفاء. وهو المهر الذي لم يبلغ الفِطَام). والمشهور في لغة العراقيين، وهو كذلك في اللغة الفصحى: أن الفلو: المهر إذا فطم، أو بلغ السنة.
وورد في نص تلك الصفحة وفي نحو آخر سطر منها: كما أن الأفعى تأخذ السمَّ من (الأصِلَّة (وضبطت الأصِلَّة بهمزة القطع، وكسر الصاد، وشد اللام، وفي الآخر هاء. وهو لفظ لا وجود له في لغتنا الفصحى، ولعلَّ الناشرَيْن توهما أن الأصلة جمع الصِلَّ بكسر فشد اللام. قلنا: هذا لا يمكن أن يكون عقلاً، ولا نقلاً؛ أما أنه لا يكون عقلاً، فلأن الأفعى لا تأخذ سمها من عدة أصلالٍ، بل من صِل واحد. وأما أنهُ لا يكون نقلاً، فلأن صِلاَّ لا تجمع على أصِلَّة - كأهِلَّة - إنما تجمع على أصلال. وأما الأصلة هنا فزنتها قصبة؛ وهي حية صغيرة، أو عظيمة، قيل: تهلك بنفخها. وهي في نظرنا تعريب (باصلة) اليونانية ومعناها ملكة الحيات؛ وحذفت الباء من أولها ظناً أن الباء زائدة للجرِّ. ولهذا قال التوحيدي: كما أن الأفعى - وهي كل حية سامة - تأخذ السم من الأصلة. كأنه يقول: تأخذ سمها من الأفعى الملكة، كما أن الوالي، أو العامل، يأخذ سطوته وقوته من الملك أو السلطان، وحذفت الباء كما حذفت من فاندلس فقالوا: أندلس.
وفسر الكودن، الوارد في ص ٥٩ بقول الناشرين في الحاشية: الكودن (البغل) قلنا: هذا من باب التوسع لا من باب التحقق، وإلا فالكودن - على ما في ديوان الشارح - الفرس الهجين، والبغل، والبرذون الرومي، إلا أن المسعودي استعملها لهذا الحيوان الهجيْن المتولد من الحصان والأتان، وهذا ما يجب أن نعرفه وندقق النظر في تحقيقه، لأننا أصبحنا في عصر نحتاج إلى هذا التمييز.
وقيل في ص ١٠٤: (إن العلماء بطابع الحيوان ذكروا أن الفيلة لا تتولد إلا في جزائر