لما أضيئت الغرفة فجأة شعر اللص بالخطر، وكان هذا اللص يلقب
بين أصحابه بالدوق لجرأته على اقتحام المنازل ولحسن طلته وهيئته.
وقد قضى أكثر من عشرة أعوام في مخاطراته دون أن يعتقل مرة
واحدة. لكن الخوف يعتري أجرأ اللصوص عند وقوع الخطر.
وكان البيت مكوناً من طابقين: أما الأول فهو إدارة جريدة، وأما الثاني فهو مسكن رجل من الأغنياء كان مسافراً وكان البيت خالياً من السكان فجاء هذا الدوق ليسرقه على هذا الاعتقاد
لكنه لما دخل من النافذة وجد الغرفة مظلمة ورأى في وسطها منضدة وشم رائحة فأدرك أن في المنزل سكاناً لأن الرائحة هي رائحة وسكي، وكانت الزجاجة موجودة على المنضدة وبجانبها كأس وزجاجة من الصودا. ولما كانت النافذة لا تزال مفتوحة فقد تردد الدوق وهم بالعودة. ولكن في هذه اللحظة أضيئت الغرفة ووقف عند الباب رجل في يده مسدس وهو يقول:(من هذا؟)
فأجاب اللص:(حسن، استدع البوليس)
قال صاحب المنزل:(سأفعل) وفي نفس اللحظة دخلت سيدة فاختفت وراء صاحب المنزل وسألت: (ما هذا؟)
فقال صاحب المنزل:: (اذهبي فارتدي المعطف وعودي إذا شئت فانظري لصاً من أشهر اللصوص) وقال: (ألست الوغد الذي يدعونه بالدوق؟)
فابتسم اللص وقال:(نعم أنا الدوق ولكنني لست وغداً)
وكان الدوق في الخامسة والثلاثين مهيب الطلعة يحمل وقاره رجال البوليس على رفع أيديهم بالسلام عندما يرونه. وكانت ثيابه ثمينة وصوته ينم على السيطرة والنفوذ، وقال له صاحب المنزل:(إبق هنا) ثم مشى نحو آلة التليفون فجلس اللص أمام المنضدة ووضع