وفوق هذا كله استفادت اللجنة بما يعرفه كل عضو من أعضائها من حاجات الدول العربية الشقيقة في هذه الحقبة الدقيقة من تاريخها وما تستلزمه هذه الحاجات من التعاون، ولا شك في أن التعاون الفكري والثقافي هو أساس كل تعاون سياسي واقتصادي، والدول العربية لها من وحدة ظروفها التاريخية ومقوماتها الروحية والثقافية واللغوية المشتركة ما يمكن أن يكون أساسا متينا للتعاون في غير ذلك من ميادين الحياة يندر أن يوجد في أي مجموعة أخرى من دول العالم. وعلم التاريخ هو جماع كل هذه العوامل المشتركة ومن ثم وجب أن يعتمد عليه قي هذه الأمم الشقيقة في توطيد أواصر المودة والتفاهم بين أجيالها الناشئة.
وقد انتهت هذه اللجنة من عملها وقدمت تقريرها إلى الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية توطئة لعرضه على اللجنة الثقافية للجامعة العربية في دورتها القادمة التي ستعقد في عمان في ١٦ أغسطس ١٩٥٢لإقراره وتوصية حكومات الدول العربية بتنفيذ المقترحات الواردة به.