طلبتها من الباعة مرة ومرة. ثم ظننت أنها مرت بمدينتنا دون أن تعطيها نصيبها من محصول الفكر، فبعثت وكتبت إلى القاهرة والإسكندرية فقيل لي: إن (الرسالة) الحبيبة لم تصدر!
يا سبحان الله! وأخيراً بشرني الصديق الأستاذ الخضري أمين مكتبة دمنهور أن (الرسالة) جاءت إلى المكتبة، ولكنها تنذر بأن هذا العدد للمشتركين فقط لأن الورق. . .
وهنا صحت قبل الدكتور المبارك (لينتي من المشتركين) لقد ذقنا أزمة الدقيق وأزمة البترول وأزمة السكر، فهل تصدقنا يا صاحب الرسالة إن قلنا إنه لم تحز في نفوسنا ولم تبلبل خواطرنا أزمة كأزمة (الرسالة)؟
يقول الدكتور المبارك:(أكان يجب ألا تقتصر (الرسالة) على الأدب الصرف لتجد من يسأل عنها حين تحتجب)؟
وهذا حق! إنها ضريبة الأدب تدفعها (الرسالة) كما يدفعها كل أديب ينصرف لأدبه فلا يجد من يسأل عنه
وإذن (فأزمة الرسالة أزمة الأدب اليتيم الذي لا يسأل عنه أحد حين يغيب)!
فهل تنحرف (الرسالة) عن هدفها لتجد من يسأل عنها؟
إن لسان الحال يقول:
لقد صددنا كما صددتم ... فهل ندمتم كما ندمنا؟
والجواب عند (الرسالة) وعند صاحب كل رسالة. . .
وأخيراً فالأزمة كما يقول الدكتور المبارك ليست أزمة الورق فهو موجود! وإذن فالقضية قضية الأدب والأدباء، و (سنعرف طاقة الأدب في اجتياز هذه المحنة العاتية).
عبد المعطي المسيري
حول رسالة الجامعة
في مساء السبت ٢٩ يناير ١٩٤٣ أقيمت بكلية الآداب مناظرة اشترك فيها فريق من