الكاتب الباحث الأستاذ (سيد قطب) في مقالته البليغة (النماذج البشرية المهموسة) حوط (الوشوشة) - قد توسطت الهمس والهويم - بالأقواس أو الأهلة - كأنهن تحويطة - فإن كان قد جاء ذلك لفرط اهتمامه بهذه اللفظة فلا ملام؛ وإن كانت الأقواس إعلاماً أن الوشوشة من العلميات لا من قبيل العربيات ولا من بنات المعجمات ففي (النهاية) في حديث سجود السهود: (فلما انفتل توشوش القوم) وروى القول (اللسان)؛ وفي (القاموس): (توشوشوا تحركوا وهمس بعضهم إلى بعض) وفي مستدرك التاج: (الوشوشة الكلام المختلط، وقيل: الخفي، وقيل: الكلمة الخفية)
وجاء (التهويم) بعد الوشوشة، والتهويم - كما قالوا -: أول النوم، أو النوم الخفيف، أو هز الرأس من النعاس. فهل المراد أحد هذه المعاني أو المقصود (الهينمة) أخت الهمس؟
ناقد
إصلاح التعليم في مصر
في اليوم الذي أغادر فيه مصر إلى مدينة الخرطوم بالسودان مقر عملي رأيت أن أقدم تحيتي إلى الرسالة وصاحبها الجليل لما لها من أثر في الثقافة العامة في السودان، ولما للمتأدبين وأهل العلم هناك من عناية فائقة بما تنشر الرسالة من بحوث قيمة وأدب بارع
وبينما كنت أقلب الأوراق استعداداً للسفر وقع نظري على مقال في مجلة (الاثنين) في أواخر مايو الفائت لصاحب المعالي الأستاذ عبد الحميد عبد الحق وزير الأوقاف بعنوان (ثورة على المدرسة المصرية) كان قد نشره قديماً وقال: إنه لا يزال عند رأيه هذا. جاء فيه (والواقع أن موقف المدرس من الطلبة كموقف (سواقي الأنفار) سواء بسواء. يرى أنه أدى واجبه حينما يقطع مقداراً معيناً من الدروس لا حينما يلمح نجاحه في تربية عدد من الطلبة وتهذيبهم، فهو بذلك خدم الدروس، ويستخدم الطلبة للدروس، ولكنه لا يخدم الطلبة)
وفي الليلة السابقة لكتابة هذه الكلمة خلوت إلى ولد من أولادي كان من تلاميذي في الفرقة التي كنت أعلمها قبل سفري إلى السودان فسألته أن يذكر لي بصراحة رأي طلبة الفرقة