قال الطبري: كان للفصل بن الربيع (وزير الأمين) خال يستعرض أهل السجون ويتعاهدهم ويتفقدهم ودخل في حبس الزنادقة فرأى فيه أبا نؤاس - ولم يكن يعرفه - فقال له: يا شاب، أنت مع الزنادقة؟ قال: معاذ الله قال: فلعلك ممن يعبد الكبش
قال: أنا آكل الكبش بصوفه. . .
قال: فلعلك ممن يعبد الشمس
قال: إني لأتجنب القعود فيها بغضاً لها
قال: فبأي جرم حبست؟ قال: حبست بتهمة أنا منها برئ، قال: ليس إلا هذا
قال: والله لقد صدقتك. فجاء إلى الفضل فقال له: يا هذا لا تحسنون جوار نعم الله (عز وجل) أيحبس الناس بالتهمة؟
قال: وما ذاك؟ فأخبره بما ادعى (أبو نؤاس) من جرمه فتبسم الفضل، ودخل على محمد (الأمين) فأخبره بذلك، فدعا به وتقدم إليه أن يجتنب الخمر والسكر؛ إن قال نعم، قيل له: فبعهد الله، قال: نعم، فأخرج
٥٥٨ - غريم وقاض كريم
في (جمع الجواهر في الملح والنوادر) لأبي اسحق الحصري: قال الصولي: كنت يوماً بين يدي (أمير المؤمنين الراضي بالله) إذ دخل عليه بعض الخدم برقعة دفعها صاحب الخبر الملازم لمجلس أبي عمر القاضي: يذكر أن رجلاً أحضر خصما للقاضي، وادعى عليه مئة دينار، فألزم القاضي الغريم اليمين إذ لم يجد الخصم بينة، فأخذ الدواة، وكتب بيتين، ودفعهما إلى القاضي، فأمر القاضي غلامه فأحضر مئة دينار، ودفعها إلى الرجل، والبيتان هما: