من أنباء ألمانيا الأخيرة أن الهير هتلر، أعلن أن الحكومة الألمانية قررت لمناسبة عيد الألعاب الأولمبية أن تستأنف المباحث الأثرية في أولمبيا (من أعمال مقاطعة بلوبنيس اليونانية). وقد كانت أولمبيا منذ نحو ألفي عام مستودع التماثيل والذخائر اليونانية المقدسة، وكانت ساحاتها معرضاً للحفلات الرياضية الشائقة. وفي عهد الإمبراطور تيودوسيوس الروماني في القرن الرابع الميلادي منعت الألعاب الأولمبية، وخربت الهياكل الدينية، ونقلت تماثيل الآلهة إلى قسطنطينية بعد ذلك، وفي القرن السادس وقعت زلزلة هدمت كثيراً مما بقي من الهياكل الأولمبية.
وكان أول من لفت النظر إلى البحث في الأطلال الأولمبية العلامة الفرنسي برنار دي مونفو كون في أوائل القرن الثامن عشر. ثم تلاه العلامة الألماني فنكلمان ونظم بعثة للقيام بالحفريات والمباحث الأثرية في أولمبيا، ولكن الموت عاجله وهو في طريقه إلى اليونان. وفي سنة ١٨٢٩ أوفدت الحكومة الفرنسية حملة إلى اليونان لمعاونتها في حرب التحرير، فقام بعض أفرادها بالحفر في أولمبيا. وفي سنة ١٨٥٢، قام العلامة الألماني أرنست كورتيوس - وقد كان أستاذاً للتاريخ القديم - بدعوة قوية للبحث في أولمبيا، واستطاع أن يحمل تلميذه القيصر فريدريش الثالث على تنفيذ مشروعه؛ وأقر البرلمان الألماني الاعتمادات اللازمة؛ وقامت بعثة ألمانية بالحفر في أولمبيا بين سنتي ١٨٧٥ و١٨٨١؛ واستطاعت أن تكشف عن ساحة (التس) الشهيرة برمتها، وظهرت أيضاً أطلال معبد زيوس القديم؛ وكان أعظم اكتشاف وفقت إليه لبعثة تمثال (هرميس) الذي صنعه المثال الأشهر (براكستليس) ووصفه الرحالة باوزنيوس في رحلته، ووجدت أيضاً نحو سبعمائة قطعة أثرية مختلفة. وقامت بعد ذلك بعثات مختلفة أخرى بالحفر في أولمبيا؛ وعثرت بآثار كثيرة، ولكن ما يزال هنالك مجال عظيم للبحث والحفر.
وتزمع الحكومة الألمانية أن توفد في القريب العاجل بعثة من علماء الآثار لاستئناف المباحث الأولمبية، وسوف تزوده بجميع الاعتمادات التي تعاونها على القيام بأعمال واسعة النطاق.