حاربت مع من حارب الفرقة القومية للتمثيل التي كان يديرها الأستاذ الجليل خليل مطران، ولم أحفل بمن كان يطالب بالتريث والاصطبار إلى أن يشتد عضد الفرقة وتقوى على مسايرة الأمة في نهضتها الأدبية، لأني كنت ولا زلت أعتقد أن المسرح مرآة ثقافة الأمة وعنوان إدراكها معنى الحياة وأن السكوت عنه إنما هو خيانة للأدب
ولقد صفقت فرحاً يوم استخلص الشبان الإدارة من أيدي الشيوخ، لظن حسن مني بأن إرادة شبابنا لا تقاوم، وأن حبهم الفني للفن يقصيهم بعيداً عن الشهوات والنزعات
ولكن، سرعان ما قبض الشبان على أعنة التمثيل حتى استهانوا بالفن وبذواتهم، وتراخوا عن العمل، وانحدروا دراكاً إلى مستوى عامة الشعب
أسوق هذه الكلمة إلى إخواني في فرقة التمثيل المصرية وهم هم الذين قاموا على أنقاض الفرقة القومية، لا لأحاسبهم على ما اقترفوه في حق النهضة الأدبية خلال العامين المنصرمين في تمثيل روايات (كلنا كده) وشهرزاد (وسلك مقطوع) وإضراب هاتيك المهازل السخيفة والتهريج السمج، بل لأنبههم بأن أقلام الكتاب لم تعد تغلها قوة طاغية، ولا تسيطر عليها أهواء السياسة ووسوسات الشيطان
حبيب الزحلاوي
تعقيب
عقب الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في الثقافة رقم (٣٠٠) على كلمة الأستاذ عبد الحميد ناصف في الرسالة رقم (٥٧٩) بشأن كلمة (الصدفة) إذ يستشهد الثاني على لغويتها ببيت أبي دهبل الجمحي:
فطوراً أمني النفس لقياك صدفة ... وطوراً إذا ما لجَّ بي الحزن أنشج
ويتساءل الأستاذ عبد الباقي عن المصدر الوارد به هذا البيت
قلت: ورد البيت في كتاب الأغاني جزء٦ صفحة ١٥١ (طبعة المغربي) هكذا:
فطوراً أمني النفس من عمرة المنى ... وطوراً إذا ما لج بي الحزن أنشج