في مقالينا السابقين، دفعنا تهماً مصنوعة لا تقوم على حجج علمية، كما كشفنا عن مغالطات صريحة متعمدة لم يجد الأستاذ محمد متولي سواها مطية للرد علينا، ليوهم نفسه ويوهم القارئ العابر أنه سود ثلاث صفحات تلمع ببهرج الجدل الفلسفي
فعلنا هذا بعد أن جعلنا دبر آذاننا سباباً ومهاترات لفظية من جانبه تقيم الحجة على أن الأستاذ متولي لم ينزل إلى موضوعية النقد فيما نحن بصدده، بل أنحرف إلى أطراف الموضوع يشدها ويشدها، متخذاً منها أرجوحة تطوحت به إلى فضاء ما كنا نحب أن نراه يشغل فراغه!
حول الرمزية الفنية
وإذا قلنا إن متولي لا يريد أن يفهم ما نكتب، أو هو يفهمه ثم يتجاهله، لما قررنا غير الواقع!! وآية ما نذهب إليه - وقد سقنا قبل ذلك آيات بينات - أننا قررنا، فيما سبق أن كتبناه رداً على مقاله الأولى، أن متولي يخلط بين ألوان الرمزية، وأيدنا ذلك بقولة من كلام (ريبو) نفسه، مرجع متولي الأوحد في كل جدل، ثم شفعنا ذلك بتعليق آخر وارد في نفس الكتاب (صفحة ١٦٩ - ١٧١)، وهو تأييد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكان أن طلع علينا متولي بما زاده إمعاناً في خطئه وفي حيرته، ومرد هذا أن متولي هو أول من أسمى الرمزية الميتافيزيتية، أو رمزية ما وراء الطبيعة، أو الرمزية الفلسفية عند (ريبو)، باسم (الرمزية الفنية) وهانحن أولاء نسجل جملته التي وجهها إلى الدكتور بشر فارس: (ألست تحدثنا بهذا النزوع الصوفي ناسياً الفرق بين الرمزية الصوفية التي تفيض عن المخيلة والشعور، والرمزية الفنية التي تعتمد على المخيلة مضافاً إليها عنصر عقلي كما يقول ريبو). أسمى متولي هذه التسمية عن عدم تثبت أو عن قصد مرسوم - أيهما لا أدري - فلما جاريناه تساهلاً في هذه التسمية التي هي وليدة مخيلته المبتدعة وليست وليدة