[دجلة في الليل]
(تهدى إلى أخي الأستاذ علي الطنطاوي شقيق القلب والروح،
والرفيق في الغربة والسفر)
للأستاذ أنور العطار
الليل في بغداد لا ينام سهران تصبى روحه الأنغام ويستبيه
الوجد والهيام واللهو والإيناس والمدام والشعر والأوهام
والأحلام
أنور العطار
أُسكُبِ النور يا قمرْ ... واغمُرِ النهرِ بالصورْ
وأذِعْ فرحةَ الهوى ... وشعْ لذة السمر
واتركِ القلبَ حالماً ... ناسياً روعةَ الغِيَر
يجمَعُ النفسَ كلّيها ... منْ تَشَهِّيهِ في النظر
هاهنا الليل شاعر ... مُلهَمٌ خَيِّرُ الفِكَر
مُستطارٌ إذا انتشى ... مُستثارٌ إذا اذَّكَر
ملْءُ أَفياِئِه السنا ... مِلْءُ أَعطافِهِ الدُّرَر
في وشاحِ مُنَمْنمٍ ... ساحرٍ فتنةِ البصر
والنسيمُ الذي يُطَوِّ ... فُ شِعرٌ لمِنْ شَعَر
ونشيدٌ مُسلسلٌ ... في العَشِيَّاتِ والبُكَر
ما أُحَيْلاَهُ شاجياً ... ما أُحَيْلاهُ إن فَتَر
طافَ بالأعينِ الرُّقادُ ... وما شفَّني السهر
يَتصبُّانيَ النخيلُ ... ويغُرينيَ النهَر
في ثناياهُ صورةٌ ... حُلْوَةٌ كلُّها سِيَر
بأني أَنتَ مَوْرداً ... ليسَ في وِردْهِ كَدَر