للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

نظرات في كتاب:

أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث

للأستاذ حسن حبشي

(ترى ما نصيب المكتبة العربية من التآليف والتراجم عن بلادنا؟ وما نصيب المترجم في بلاد الضاد؟. . .) سؤالان تبادرا إلى خاطري حين أنهيت مطالعة هذا السفر القيم الذي تناول فيه مؤلفه الغربي (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) والذي أبت همة مترجمة الأستاذ جعفر الخياط إلا أن ينفح به المتكلمين بالعربية، والمهتمين بدراسة التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشرق الحديث عامة، والعراق خاصة

قد يكون من اليسير على المؤرخ تدوين الأحداث السياسية في العراق الحديث لكثرة ما يقع تحت يده من المصادر والوثائق الموجودة في دور وزارات الخارجية، وإلى ما قد يحصل عليه من الأخبار الواردة بالرواية، لكن كلما رجعنا بالزمن القهقرى ألفينا قلة المصادر، حتى ليجد الباحث نفسه يضرب في مجاهل مظلمة، فالروايات معدومة، والمراجع نادرة. . . فإذا عرفنا هذا أدركنا أهمية هذا الكتاب الذي ألم فيه مؤلفه (مستر ستفين هملي لونكريك) بتاريخ العراق في حقبة كان القطر الشقيق خلالها نهبة أطماع الدول الأجنبية

تناول المؤلف في هذا الكتاب الظروف التي مرت على العراق منذ مطلع القرن السادس عشر، ودرس الصراع العنيف بين الأتراك والإيرانيين، هذا الصراع الذي يسميه (بالجوع)، حتى إذا طلع القرن السابع عشر ظهر اتحاد قبلي مؤلف من بني مالك، والأجود، وبني سعيد، وتلا ذلك هجرات قبلية بشرية بقصد الاستقرار

ويشير المؤلف إلى تدهور موقف البرتغاليين؛ والواقع أنهم كانوا من أشد المستعمرين تطلعاُ لامتلاك لعراق وفارس، ولا سيما بعد أن عقدوا معاهدة مع الشاه إسماعيل ١٥١٥م، مما أدى ببريطانيا إلى التطلع هي الأخرى شطر هذه الجهات لتحد من مطالع البرتغاليين، حتى استطاعت بعد قرن من الزمان أعني عام ١٦٢٢م أن تقضي بمساعدة الفرس على نفوذهم، لكن وجد الإنجليز أنهم قد أخرجوا البرتغاليين من الميدان ليحل محلهم الهولنديون، مما هو

<<  <  ج:
ص:  >  >>