الجد أنفع من عقل وتأديب ... أن الزمان ليأتي بالأعاجيب
كم من أديب يزال الدهر يقصده ... بالنائبات ذوات الكره والحوب
وامرئ غير ذي دين ولا أدب ... معمر بين تأهيل وترحيب
ما الرزق من حيلة يحتالها فطن ... لكنه من عطاء غير محسوب
وجاء في الشرح:(كم من أديب يزال الخ) لا يزال حذفت لا كما في كلام العرب أو هي يظل حرفت يزال والأول أوفق لوروده كثيراً. (وامرئ غير ذي دين الخ). لا يستقم الوزن إلا إذا جعلت همزة امرئ همزة قطع.
قلت:(كم من أديب يظل الدهر يقصده) يظل هي الرواية (وجاهل غير ذي دين ولا أدب) و (لا) لا تحذف قياساً إلا بعد قسم، وقد شذ الحذف - كما قال ابن عقيل - دون القسم كقول الشاعر:
وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقاً مجيداً
أي صاحب نطاق (منطقة) وجواد.
وحذف هذا النافي بعد القسم كثير بل أكثر من الكثير، وقد بينت المصنفات في علم العربية (أعني النحو) وفي أسرار العربية، وفي فقه اللغة وسنن العرب في كلامهم، وفي فنون البيان والأدب، وفي التفاسير - هذه القاعدة خير تبيين، بيد أن المتسمين بـ (المبشرين) المتجسمين من الضلالة والجهالة والوقاحة والسفالة أبوا إلا تخطئة علوم العربية كلها وأقوال العرب جميعاً فأدبروا يقولون - أبادهم الله - في كتابهم (مقالة في الإسلام وذيلها) ص٤٥٩: (ومنه (أي خطأ القرآن في العربية) قوله في سورة يوسف: تالله تفتأ تذكر يوسف، والوجه لا تفتأ لأن فتئ وما جرى مجراها لا تستعمل إلا منفية).