للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[معروف الأرناؤوط]

صاحب جريدة (فتى العرب) وعضو المجمع العلمي العربي

بدمشق

للأستاذ برهان الدين الداغستاني

توفي الأستاذ الكبير السيد معروف الأرناؤوط، أحد كبار رجال الصحافة والعلم والأدب في دمشق، وانتقل إلى دار الخلود بعد أن أبلى كثيراً في سبيل رفع شأن أمته ورقي بلاده، وجاهد طويلاً بقلمه ولسانه في جريدته (فتى العرب) التي كان يبذل في سبيلها من ذات نفسه وماله الشيء الكثير. كما كان عضواً بارزاً ذا أثر بالغ في المجمع العلمي العربي بدمشق.

توفي - رحمه الله - والصحافة المصرية في شبه حمى مما تذيعه وتنشره صباح مساء من تفاصيل دقيقة مما أحاط باغتيال (غاندي) وما إلى اغتياله من أساليب إحراقه وتأريث النار تحت جثته!. . .

نعم كانت الصحافة هنا في شغل شاغل بنشر هذه التفصيلات الدقيقة لما توفى إلى رحمة الله ذلك الصحفي العربي، والكاتب الأديب الأستاذ معروف الأرناؤوط، فلم يتنبه لموته أحد، ومر نعيه هادئاً هناً من غير جلبة ولا ضوضاء، حتى أن الكثير من أصدقائه وخلصائه في مصر - وهم بحمد الله كثر - لم يعلم بموته ولم يقرأ خبر نعيه المنشور في (أهرام) يوم الأحد أول فبراير سنة ١٩٤٨

كان الأستاذ معروف الأرناؤوط حركة دائبة، كثير الطواف والتجوال، فقد زار كل بقعة من البلاد العربية، وقابل كل ملوكها وأمرائها وقادة الرأي فيها، وكتب الكثير عن هذه البلاد وأهل هذه البلاد، وكان يناصر بقلمه كل حركة تقوم في أي بلد من بلاد العروبة والإسلام للدعوة إلى الحرية ونيل الاستقلال.

كان - رحمه الله - خفيف الظل، عذب الروح، سريع البديهة حاضر النكتة، برماً فيما تعكارفه الناس في مجتمعاتهم من قيود ورسوم وتكاليف، كثير المرح، يشيع في مجلسه الحركة ورفع الكلفة، يشعر جليسه لأول مرة أنه صديقه من أمد بعيد، وإنه يعرفه معرفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>