الحياة فن جميل. لا، بل عدة فنون متصلة مندمجة، تكون فناً واحداً، هو فن الحياة
وأكثر الناس لا يعرفون كيف يعيشون. أجل، أكثر الناس يتخبطون في ظلام دامس. ولذلك تكون حياتهم شقاء هم السبب فيه
قد تعترضون بأن من أسباب الشقاء ما لا قبل لنا به ولا يد ولا رأى؛ ولكني أرد بأن أكثر الشقاء - ولا أقول كله - هو من مخيلتنا ومن اعتيادنا ومن البيئة التي نوجد فيها
قلت أن الحياة فنون!
ولكن ما هي الحياة أولاً؟ وما هي الفن ثانياً؟
الحياة مطابقة لما بين الدنيا الخارجية والدنيا الداخلية. والفن هو المعرفة مضافة إلى الطبيعة؛ أي الملاءمة بين الداخل والخارج فالحياة والفن من عنصر واحد. فالحياة الفن والفن الحياة
قلت إن الحياة ملائمة بين ما في الخارج والداخل. ويسمى العالم الخارجي (الما كروكزم) أو العالم الكبير، والعالم الداخلي (الميكروكزم) أي العالم الصغير
فما معنى هذا؟
معناه أن انعكاس العالم الخارجي على مرآة أنفسنا هو الذي يشكل الحياة ويعطيها الصورة الخاصة بكل منا، وكلما كانت الصورة المنعكسة على مرآة أنفسنا مطابقة للأصل كانت الحياة أقرب إلى الفن والكمال
وكلما كانت الصورة مشوهة أو مقلوبة أو مبتورة كانت الحياة بعيدة عن الفن والكمال
كيف إذن نجعل هذه الصورة مجلوة على حقيقتها، كحقيقة السماء في أعمق بحيرة في صيف جميل؟
إننا في الحياة نقوم بأشياء كثيرة ملخصها ثلاثة أشياء:
التفكير والحب والعمل
والتفكير فن والحب فن والعمل فن. . .
وقد قسم العلماء التفكير إلى نوعين: التفكير بالجسد، والتفكير بالكلمة. . .