لم أكد اقرأ كلمة إهداء هذا الكتاب، وهي بالطبع فاتحته، حتى لقيت
موجة من الروحانية تجتاح نفسي، وحتى تبين لي أن مؤلفنا بلغ
مستوى صوفياً لا يبلغه السالك هناً. قال لمؤلف:
الإهداء: إلى الذي احبه بروحي وعقلي ومخي وعظامي ودمي، وأهتف باسمه ما تردد ف نفس من ذات روحي ومن أعماق نفسي.
واهتف باسمه ما تردد في نفس من ذات روحي ومن أعماق نفسي.
وله محياي ومماتي، وفي جاهه وكنف أعيش، وبسابغ كرمه أحيا.
إلى ملك الملوك السبوح القدوس، ربنا ورب الملائكة والروح والى الذين يجبونه فيحبونني واحبهم بحبه، وفي ظلاله نحيا في الحياتين حياة السعداء، ونصل إلى روح الحقيقة فنجتلى من نورها بهجة الجمال ورحيق الوصال.
ويبسط المؤلف منهجه في التفكير فيقول إن من عادته أن يدون أفكاره ويبحث معتقده في شيء بنفسه أولا، ثم يبدأ في القراءة لغيره، ثم ما يقرؤه لئلا يفوته الانتفاع بما لم يصل إليه فكره، وحتى يمحص ما يقرؤه لئلا يفوته الانتفاع بما لم يصل إليه فكره، وحتى يوازن بين ما وصل إليه وما وصل إليه غيره، ويجتهد ان يصل إلى الصواب ما استطاع.
ويذكر انه لم يرد بكتابه كتاب علم جاف، بل أراد به كتاب أيمان وروح.
وهذا المنهج. وقد ألتزمه المؤلف بالفعل - منهج بالغ السلامة وحقيق بأن يفيد كل قارئ ويظفر برضاه.
وقد بدأ المؤلف بالحديث عن المعرفة الفطرية وكيف يستدل على وجود الله من صنعه سبحانه، ثم تحدث عن أن الإنسان بطبعه متعبد يطلب معبوده؛ وقد ضمن حديثه لفتة طيبة عن كيف أن الإنسان لا يملك جسده.
وفي فصل عنوانه (الحب نعمة وجمال) أذكرنا مؤلفنا بروائع الصوفية الأسلاف في المحبة