للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

أمر جديد في مسألة الكتب المدرسية:

أتيت في الأسبوع الأسبق على موضوع الكتب المدرسية من حيث ما قررته وزارة المعارف في فبراير الماضي من القيام بتوزيع هذه الكتب على طلبة المدارس الحرة كما توزعها على طلبة مدارسها وأبنت ما اكتنف ذلك وما يترتب عليه من آثار سيئة مادية وأدبية، وأذكر اليوم أن ذلك القرار يتضمن أن تغير الوزارة العقود مع المؤلفين بحيث تصبح وحدها صاحبة الحق في طبع الكتب وتعوض مؤلفيها عن كسبهم مما كانوا يطبعونه لغير مدارس الوزارة، وذلك بمضاعفة مكافآتهم، وينص القرار على أن ينفذ ذلك ابتداء من السنة الدراسية ١٩٥٠ - ١٩٥١ وبينما الناشرون والمؤلفون يواصلون مساعيهم للعدول عن ذلك في ريث وتمهل لا يرون داعياً إلى العجلة لأن أمامهم موسماً دراسياً كاملا يستمر العمل فيه بالنظام القديم ويأملون أن يوفقوا في خلاله إلى تسوية عادلة - بينما هم كذلك إذ فوجئوا بأمر لم يكن في حسبانهم إذ اتصل بهم بعض مجالس المديريات فأبلغهم أن مدارس هذه المجالس لن تحتاج إلى كتب منهم في السنة الدراسية القادمة ١٩٤٩ - ١٩٥٠ لأن وزارة المعارف ستتولى صرف الكتب لها

ذلك أن وكيل وزارة المعارف كتب إلى وزارة الداخلية لتوافي وزارة المعارف بإحصاء عن مدارسها وعدد طلبتها لتحسب الوزارة حسابها في توزيع الكتب المدرسية عليها ابتداء من العام الدراسي القادم.

وعجب المؤلفون كيف تبادر الوزارة إلى اتخاذ هذه الخطوة، وهي لم تجدد معهم العقود بعد، ولا تزال العقود القديمة بأيديهم، وهي تخول لهم أن يطبعوا كتبهم لغير مدارس وزارة المعارف حتى تتغير هذه العقود. وغضبت دور النشر وانحسر ظل الطمأنينة عن عمالها، فقد كان أمامهم سنة أخرى يرجى أن يعدل الله الأمور بعدها.

والمؤلفون من رجال العلم والتعليم في الوزارة، فكانوا عندما يجمل بهم إذ هدءوا رجال الطبع والنشر وأشاروا عليهم بما تقتضيه الحكمة في معالجة الأمور، وتولوا هم مواجهة الحال فتقدموا إلى معالي الأستاذ علي أيوب وزير المعارف بشكاياتهم وتفنيدهم لما حدث

<<  <  ج:
ص:  >  >>