[عازفة القيثارة]
للشاعر الإنجليزي ادموند وولر
(١٦٠٥ - ١٦٨٧)
مثل هذه الأنغام الشجية تثيرها لمسة خفيفة كهذه
لا تهمها هي في شيء أبداً، ولها في نفوسنا أبلغ الأثر!
فأي فن هذا الذي يستطيع - بمثل هذه الضربات البسيطة -
أن يملأ نفوسنا غبطة، ويستولي على مشاعرنا؟
حول أصابعها تزدحم الأوتار وهي ترتعش معبرة - عالياً - عن فرحها لكل قبلة،
قوة بسيطة تجعلها ترتعد هكذا
ومن ذا الذي لا تمسه هذه اليد، ولا يرتعش هو أيضاً؟
هنا يرابط إله الحب. وبينما تطرب هي السمع يفرغ هو كنانته على المستمع العزيز
هكذا فعل الموسيقى في الحس. ترهفه وتجرده من سلاحه حتى لا يستطيع أن يقاوم سهماً
واحداً
وهكذا تحتفل المستبدة الحسناء بغنيمتها
ممثلة لنفسها انتصار عينيها
كما كان نيرون ينظر إلى روما المشتعلة، والقيثارة في يده
وبينما كانت تحترق كان هو يعزف
عبد الحليم البشلاوي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute