أقام الأستاذ أسعد داغر السكرتير العام لجمعية الوحدة العربية - حفلة شاي لتكريم سمو الأمير فيصل آل سعود، في نادي الجمعية بالزمالك يوم الأربعاء الماضي. وبعد تناول الشاي ألقى الأستاذ داغر كلمة عبر فيها عن ألمه لما صارت إليه حرب فلسطين ولسوء الحال في الموقف العربي الحاضر الذي لا يراه خيراً مما كان، نظراً إلى الخطر المتوقع من جانب الصهيونيين المضطرين إلى توسيع رقعة إسرائيل حتى تتسع اللاجئين إليها من يهود العالم.
وقد عزي الأستاذ ما منينا به من الهزيمة إلى ضعف الوطنية الذي قعد بنا البذل والتضحية، وقال بضرورة العناية بتكوين المواطن الحقيقي، ليكون لبنة قوية في بناء الأمة العربية. وقد أعقبه الأستاذ توفيق دياب بك بكلمة حماسية فياضة، أيد فيها الأستاذ داغر من حيث تكوين المواطن العربي الصالح. ثم تحث سمو الأمير فيصل حديثاً هادئ النبرات قوي المعاني، صرح فيه بتقصير العرب وتهاونهم، مشيراً إلى إصبع الاستعمار في ذلك إذ قال سموه: لي رجاء واحد هو أن نتناسى المشاحنات التي ورثنا الاستعمار إياها وغرس بذورها للقضاء على وحدتنا، هذه الحزازات وهي السم الذي دسه العدو في دمائنا وأفكارنا.
وهكذا أجمع خطباء الحفلة على أننا جميعاً مقصرون. وأنا أريد أن أفهم المقصود من الضمير (أنا) في (أننا) وهل هو يشمل العرب كلهم شعوباً وحكومات. . . ثم أسأل كيف قصرت الشعوب؟ وأوجه السؤال إلى الأستاذ داغر الذي رمى المواطنين العرب عامة بضعف الوطنية، وإن كنت ألتمس له العذر من حيث مراعاة المقام الذي تحضره شخصية رسمية كبيرة.
إن الأمر لا يرجع إلى تاريخ بعيد، فقد رأينا إبان الحملة العربية المصرية على الصهيونيين - رأينا المشاعر تتوقد والهمم تتوثب، استبسل الجيش جنوده وضباطه، وهرعت وفود المتطوعين إلى الجهاد، وجاد الكثيرين بأموالهم. ولقد استشرى الحماس في جموع الشعب بالقاهرة إلى حد التهور والاعتداد المخطئ. وكان يصل غلينا صدى مشاعر