منذ قرون بعيدة وكهان الطب ومشعوذوه في غابات المناطق الاستوائية في أمريكا الجنوبية يعمدون إلى بعض الأعشاب يطبخونها بطريقة خاصة وفي وسط مراسيم دينية. حتى إذا تمت الطقوس عمدوا إلى عيدان رفيعة غمسوا أطرافها في المادة المطبوخة. واحتفظوا بها حتى إذا خرجوا إلى الصيد أطلقوها بدفع الهواء بأفواههم على الفرائس ولا يكاد العود يخترق الجلد ويسري السم في دم البقرة أو الوعل حتى تتوقف عضلات المعدة والقلب والتنفس عن الحركة فيخر الحيوان ميتا.
وليس من الضروري أن يصاب الحيوان في مقتل، فالمهم أن يصل السم إلى الدم في أي جزء من الجسم ليشل أعضاء الحيوان الداخلية والخارجية عن الحركة. . ولا يفسد لحم الحيوان بل يحتفظ بجودته فيقبل عليه صيادوه يلتهمون لحمه النقي الذي لا يبدو فيه أي أثر للتسمم.
هذا السم الغريب هو مدار البحث والتجربة الآن عند فريق من الأطباء والجراحين الأمريكيين. لأنهم يعالجون به كثيراً من الأمراض المخيفة المستعصية. ويعجلون به شفاء عدد من الأمراض العقلية المحيرة.
من أحاديث الخرافات
أما كيف حدث اكتشاف هذه المادة فأمر يوشك أن يكون من أحاديث الخرافات والقصص الخيالية ولكن الأطباء يوردون آلاف الحوادث والحالات التي شفت هذه المادة أصحابها والتي يطلقون عليها اسم كورا راي. وهو ذات اللقب الذي يسميه به سكان القبائل البدائية في مناطق أمريكا الجنوبية الاستوائية.
وليس عهد العلماء حديثاً بهذه المادة الغريبة، فمنذ أربعة قرون أحضر السروالتراري الرحالة الإنكليزي عينات منها استغلها العلماء في القرن السادس عشر في علاج بعض الحالات. ولكن الكمية كانت محدودة فلم تتح لهم مواصلة تجاربهم وأوشك اسم الكوراراي