للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن يزول من رؤوس الباحثين.

وأريد لهذه المادة الحياة مرة أخرى على يدي مستكشف ناشئ مارس حياة الغابات منذ ١٩٣٠ واسمه ريتشارد جيل. وفي خلال الأعوام التي عاشها في غابات أمريكا الجنوبية تعرف إلى مشعوذيها واكتسب صداقتهم وإعجابهم فأطلعوه على طقوس الكوراراي وطريقة تحضيره والأعشاب التي يستمد منها فأقام في الغاب سنوات طويلة وهو يقتنص صيده بواسطته ويأكل لحمه. ولكنه لم يدرك أهمية المادة للعالم المتمدن.

المرض المحير

وجمح به حصانه مرة فسقط على الأرض وأصيب بالشلل. ونقل إلى مستشفيات أمريكا ففحصه الأطباء من قمة الرأس إلى أخمص القدم فلا يجدون به علة ولا يعثرون في أعضائه على عطب. ولكنه كان لا يقوى على الحركة. بل أن شعوره كان مبهماً غامضاً لا يحس حتى بالألم فأفتى أطباؤه بأنه ربما كان فريسة الشلل التشنجي.

والمصابون بهذا المرض تتولاهم هزات عضلية قاسية تنشأ من تيبس العضلات. وأخطره الطبيب بأن علاج حالته غير معروف. ولم يعرف الطب إلا مادة واحدة لا سبيل إلى الوصول إليها لأنه من مواد الغابات الاستوائية وهي الكوراراي.

وسمع جيل الاسم المألوف لديه فسرى في جسده كتيار كهربائي ساحر. فتلك المادة التي توفرت لديه في الماضي مطلوبة الآن ليجرب بها الطبيب طريقة لعلاج علته، وتناوشته الأفكار والآراء وعصفت به نفسه، وهو يرى بصيص الأمل ويعرف طريقه ولكنه لا يقوى على السعي إليه.

أنه يعرف هنود تلك المناطق ومشعوذيها. ويعرف كيف يستحضر مادة حياته. ولكنه سجين بين جدران أعضائه النائمة. أنه يعرف الطريق لإنقاذ آلاف الناس وإبراء ملايين العلل ولكنه لا يقوى على الحركة.

كفاح اليأس

وكانت الإرادة، وكان الصبر، وكان الكفاح، فأمضى الساعات الطوال وهو يدرب عضلاته على الحركة بمختلف الوسائل وبما أثير في نفسه من دوافع العزم على الحياة. فلم تمض

<<  <  ج:
ص:  >  >>